أعلام الرواية اليابانية
أعلام الرواية اليابانية بقلم علي كنعان ... تعلم فن كتابة الرواية الشيقة التي تشد القارىء وتمتعه وتفتح آفاق خياله وتفكيره وربما تستفزه وتستحق القراءة بجدارة بلا ندم… وليست مجرد تكرار واجترار لهواجس شخصية نرجسية ونمطية انشائية سردية مملة كمعظم الروايات العربية الحديثة المنهمرة كالسيل الجارف والتي لا تواجه نقدا صارما موضوعيا وكاشفا: صرخة نقدية لايقاظ الابداع الحقيقي وكشف الجوهر ووضع حد للهراء الانشائي السردي الكاسح السائد! *ان زائر اليابان في اواخر القرن العشرين يفاجأ بأن العملة الورقية من ذات الألف ين، تحمل صورة الروائي الشهير “”سوسكي” صاحب رواية “وسادة العشب”. *تتمتع الرواية اليابانية الحديثة بخصائص تميزها عن نظيرتها في الغرب: مثل الايجاز والتكثيف والغموض، فهي لا تصرح بكل شيء بل تترك للقارىء الفطن أن يستخلص لنفسه اكثر مما يعطيه النص المكتوب، فالكاتب يرصد رغباته بدقة ويكمح تماديها فلا يسمح بالانفلات، ولا يعلن الحقيقة كاملة، وبذلك يزداد التاثير الشعري غموضا وجمالا وامتاعا. *ربما لم تكن الكتابة ضرورية الا حين لا يحدث اي شيء! *وفي نصوص السرد الياباني، نجد احيانا اشارات الى رموز واماكن وشخصيات معينة مثل: رجال الساموراي، فتيات الجيشا، جبل فوجي، الساكورا، أو مقامات الشنتو والمعابد البوذية… *قالت له زهرة مدارية “يمكنك ان تأكلني اذا احببت”! *انهم أبطال راحلون، لكن اطيافهم ومآثرهم ما زالت حاضرة ومشرقة في ذاكرة “تشوكو”. *حيث اضطر أحد الجنود المشردين في أدغال الفيلبين الى اقتناص زملاءه مدعيا انه يقتات بلحم القرود! *ان طائر الكركي او الغرنوق يعيش ألف سنة حسب اعتقادهم (الروائي الخيالي)، فيما تعيش السلحفاة عشرة آلاف سنة! *فكرة الانتحار تعني لدى اليابانيين شيئا من الأمل، بالوصول الى حالة أسمى، الى تغيير وتجربة روحية جديدة، الى فضاءآت أبعد، وان كان ذلك يبدو احيانا كدرب من الهروب! *كذلك من خصائص الرواية اليابانية تحاشي التوتر الدرامي حتى في اكثر المواقف التي تستدعي ذلك، فالقارىء يحس برغبة الكاتب بتفكيك تلك المواقف المتوترة: فالرواية اليابانية تعبر تعبر غالبا عن الصراع الداخلي الذي يعانيه الفرد في مواجهة المشكلات، التي يقف عاجزا عن حلها، حيث قد يكون الانتحار أحيانا هو الحل!