يوفوريا بقلم حنان فارس ... لقد ضخموا أمر السعادة كثيرًا وإني لأجدها مُتاحة حتى في أكثر الأوقات ظلمة، ففي لحظات انقطاع التيار الكهربائي حين يسبغ الصمت على أوردة تلك الآلات المزعجة التي تزأر ليل نهار، تبدأ من جهة أخرى سمفونية من السلام والتناغم، في ذلك الهدوء والعتمة تماما تكون أكثر الأوقات سكنا وطمأنينة!
كاتبة وروائية مصرية من مؤلفاتها رواية يوفوريا الصادرة عن دار عصير الكتب للترحمة والنشر والتوزيع.
” لا يوجد أقسى من أن تجعل أحدًا يشعر بأن القطار الذي ينتظره قد فات ولا سبيل لعودته، لا يوجد أسوأ من أن تهزأ بحلم أحدهم أو أن تسلب الأمل من قلبه وتُشعره بأن من سبق قد سبق ولم تتبقَّ له دعوة تمكِّنه من حضور الحفل “
” أدركت أن علينا أن نقع في حب أنفسنا أولًا حتى نُصبح قابلين لتلقي المحبة! “
” كلما ازداد العشم والتعلق كانت الخيبة أشد قسوةً من التي سبقتها “
” هل حدث أن كنت مظلومًا ظلمًا بيِّنًا بكافة الشواهد والشهود، وعندما يأتي عليك الليل يؤرقك شيء ما ويُقلق مضجعك لتجد نفسك تتساءل بألمٍ وحيرة: هل آلمتهم؟ هل ظلمتهم؟ لعلِّي أنا المخطئ! “
” كغريقٍ، كانت تحاول أن تُغالب المياه لتطفو على السطح قليلًا علَّها ترى أيَّ أثر لشواطئ النجاة، ولكن هيهات. “
” لا تُكمل الرسائل التي تتعمد إحزانك، غادر الأماكن التي تُثير في نفسك الشجن والكآبة. ابتعد عمن يصرُّون على إطفاء النور بداخلك، لا تلتفت كثيرًا إلى الوراء. ابحث أنت عن النور بداخلك، اعتزَّ بنفسك، ولا بأس أن تقع في حبها. “
” ما الفائدة أن نتسبب بالألم لكل من آلمونا حتى ولو بالتمني؟ أن نقف وننتظر اللحظة التي يؤخذ فيها بثأرنا، هذا سيعرقلنا نحن ويمنعنا من مواصلة المسير في سلام وتصالح مع الحياة. “
” وهكذا في سكونِ الليل نُدرك أنَّ الصخبَ الذي نهرب منه لم يعد صادرًا من ضجيجهم، بل نابعًا من الفوضى التي خلفتها تلك المعارك بصدورنا. “
” «ولكني لم أعد أهتم بتبرير موقفي أبدًا؛ فصديقي فيعرفني جيدًا، أما عدوي فلن يصدِّقني على أية حال!» “
” إن متقلب الود تفضحه الشدائد “
” كانوا يخبروننا قديمًا أن معرفة الناس كنوز فعكفنا نبحث عن تلك الكنوز داخل نفوس كل من مروا بنا، ولكننا لم نحصد سوى خيبات متكررة، كلما ازداد العشم والتعلق كانت الخيبة أشد قسوةً من التي سبقتها، حتى اكتشفت أن علينا التوقف عن البحث عن تلك الكنوز في قلوبهم، بل وتعلمت أن بعض المكاسب الحقيقية قد تكمن في خسارة بعض الناس “
” ثم يأتي وقتٌ نُصبح فيه أكثر هدوءًا واستسلامًا، نميلُ للصمت رغم آلاف الأحاديث الممكنة، نتفادى كل فرصة للجدال. نتغاضى كثيرًا ونتجاهل كثيرًا، ولا نعبأ بآراءِ الكثيرين. لسنا عاجزين أو ضِعاف الحُجة، إنما هو شعور نكتسبه عامًا بعد عام، أو ربما ألمًا بعد ألم، حتى يأتي ذلك الوقت الذي نشعر فيه بِأَنَّا ... بِأَنَّا مستهلَكون! لا طاقة لنا لبذل المزيد من أجل أشياء اعتادت أن تُرهقنا، أو من أجل أشخاص أَبَوْا إلا أن يخذلونا، لم تعد بنا طاقة نُنْفقُها من أجل اللاشيء.. “
” وتساءلت كم من صديق خذلناه وتركناه وخُيِّل إلينا أننا المخذولون المتروكون، كم لعنَّا الوحدة والاغتراب ونحن من ابتعد وغادر من الأساس، إن كان هم من يرغبون بالرحيل فلنتمسك نحن بحقنا في معرفة الأسباب، مَن المسيء ومن المخذول. “
” من يُهِنك بالتخلي فعاقبْه بالتجاوز. “
” قد يأتي بعضُ الأشخاصِ إلى حياتِك بغتةً. يحملون شيئًا من الأمل وكثيرًا من الوعودِ. تتخوف فتُوصدُ الأبوابَ وتتَدَثَّر بذكرياتٍ باهتةٍ من الألم في محاولة للاحتماء من صفعات جديدة؛ ولكنَّهم يُصِرُّون على الدخول، ولا يَتَوانون عن طرق أبوابك. قد يُزعجك إصرارُهم. أو يُعجبك! فتفتح، فقط لتشرح لهم كيف أنَّه لا طاقة لديك لمزيدٍ من خيبات الأمل والهزائم، وأنَّ الطريقَ إلى كهوفِك المظلمةِ ليس هيِّنًا، بل به من المخاطر ما لا يَقدر عليه أحد. يزدادون إصرارًا وتشبثًا؛ مؤكِّدين استعدادهم التام لوعورة الطريق. يجتهدون لبعث الطمأنينة في صدرك، ويعملون على تبديد سُحب الهزيمة الخانقة من حولك، ليصبح كل شيء ورديًّا. تمامًا بألوان الربيع. ولكن، حالما آمنت بوعودهم الملونة وأغدقت عليهم بفيض “
