وحيد في الرياض
وحيد في الرياض بقلم عادل المالكي ... لا أحب تلك الغربان التي تحوم في سمائي، إنها تجعلني أشعر باقتراب النهاية. لم أحببها قط رغم أنها تطير هنا منذ الأزل، تجعلني كئيبة جدًّا، وأنا أحمل كل هذه الألوان والخطوط والتعرجات على جسدي. إنها تهجم علي في كل مرة، تهجم على سنابلي وكأنها تنذرني بالهلاك، أظل بألواني الباردة أمامها، بالأصفر والأخضر والأزرق، أرقب تلك الخطوط السوداء الصغيرة التي تريد أن تهجم لتغطي المكان بالسواد. تلتحم السنابل الملتهبة بسماء قد بدت ألوانها تدلهمّ، لم تعد صافية كما هي السماء، إن كل شيء على وشك أن يتبدل، لكني لا أعلم ما سيحصل حقًّا بعد ذلك. الموت يحيط بي، ويقطعني ذلك الطريق الفارغ البعيد، يغيب في الأفق، وأغيب في متاهة الوحشة.