هذه أمور تحدث
هذه أمور تحدث بقلم صلاح باديس ... بقيتُ أنتظر العامل وأنظرُ إلى صفوف الملابس المُعلَّقة، فوق آلات الغسيل الضخمة القديمة. بدَت كأنّها غيمة سوداء محبوسة بالسقف، أو ثُقباً أسود، تصدر عنه تلك العتمة الثقيلة التي تُغرِقُ المحلّ. كان عددها كبيراً جدَّاً، لا أعرف بالتحديد، لكنها تتجاوز المئة سروالٍ ومعطف. كان ظاهراً أنّ تِلك الملابس تعود لزمنٍ مضى. موضتها قديمة، قُماشها خشن وكُلّه مربّعات صغيرة سوداء وقهوية اللون. وكان ظاهراً أيضاً أنّها ملابس تراكَمت هناك بالنسيان. تذكّرتُ الجاكيت الذي كان يلبسه جدي في الصورة القديمة. كُنا نُعلّقها في الصالة، قبل أن تختفي مع نهاية التّسعينيّات. أذكر أننا دَهَنَّا البيت، وعندما انتهيْنا وأعَدْنا الأثاث، اختفتِ الصورة. كان ذلك قبل الزلزال.