نهاية السول شرح منهاج الوصول
نهاية السول شرح منهاج الوصول بقلم جمال الدين الإسنوي ... إن علم «أصول الفقه» يُعدُّ واحدًا مِن أهم العلوم الشرعية التي أبدعتها العقلية الإسلامية لخدمة الشريعة الإسلامية؛ فهو العلم الذي يعطي متعلِّمَه والآخِذَ به المناهج التي سَلَكها الأئمة المجتهدون في استنباط فقههم المتوارَث عَبْرَ الأجيال، كما أنه العلم الذي يبيِّن مَعالمَ الشريعة لمن يريد أن يستنبط الأحكامَ الشرعية فيما يطرأُ للناس مِن حوادثَ ومستجِدَّاتٍ؛ فكان لابد مِن هذا العلم لمن يريد أن يتعرَّف فقهَ السلف وأحكامَ الشرع في مختلِف الأحداث. وكان الإمام الشافعيُّ (150- 204هـ) أولَ من ألَّف كتابًا مستقلًّا في علم «أصول الفقه»، وسمَّى كتابه باسم «الرسالة»، وتتابع العلماء مِن بعد الشافعي في تأليف الكتب صغيرها وكبيرها في علم الأصول. ويسرُّ «دار الفاروق للاستثمارات الثقافية» أن تقدِّمَ إلى القُراء وطلاب العلم واحدًا من أهم الكتب التي ظهرت في علم «أصول الفقه»، وهو كتاب «نهاية السُّول في شرح مِنهاج الأصول» لمؤلِّفه العلَّامة الفقيه الأصولي اللُّغوي: عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر الإسنوي الشافعي المتوفَّى سنة (772هـ)، الذي أجاد في كتابه هذا شرحًا لكتاب «منهاج الأصول» للبيضاوي؛ فقد ابتعد عن التقليد الممل، واهتم بتحقيق المسائل وتدقيقها، وعمل- قدرَ طاقته- على تَجلِيتها وإفهامها للقارئ، يعينه على ذلك حسنُ عرضه وبراعةُ أسلوبه، مما أعطى الكتاب أهميةً كبيرة وشهرة بين المهتمِّين بهذا العلم. وقد أضفنا إليه حاشية العلَّامة المَرْصَفِي على المقدمة مما يزيد في قيمة الكتاب ويجلِّيه للقراء.