نشيد لامرأة زرقاء

نشيد لامرأة زرقاء بقلم عمرو ابو زيد ... في جديده الأدبي «نشيد لامرأة زرقاء» يطمح الشاعر عمرو أبو زيد إلى تفعيل المستوى اللغوي النثري لإقامة بنى شعرية تستدرج النثر إلى خانة الشعر بنواظم دلالية قد لا تبتعد كثيراً عن قصيدة النثر في اشتغالاته على النبرة الإيقاعية وعبر مساحة من البناء والتشكيل والرؤيا والمعنى. وبقصيدة طويلة تتألف من (43) مقطعاً شعرياً يعري الشاعر أبو زيد المواقف الضعيفة للذات العاشقة فتدفق الصور الحسية في حميميتها من المتن النصي يفصح عن لواعج الذات. هذه الحالة الشعرية المشحونة بالمشاعر الإنسانية تمظهرت في النص عبر لغة تصويرية تنبعث من ثنايا الروح وانساغ الحياة وقيماتها السامية، وكلها تدور في فلك العاطفة لتؤسس لمشهدية شعرية شخصية تتراكم بتلقائية وقصدية ذات رنين خاص، ترغب في مداولتها الأنا الشاعرة في مناخ مشبع بالرومانسية والسوريالية تارة والحلمية (الفانتازيا) تارة أخرى. فالشاعر هنا يريد امرأة "ليس لها شبه بين النساء/ تدرك أن الصمت معها يشهق!/ تلملم زهور البنفسج تحت إبطين من نور/ فتغسل الفجر في طبق الحليب/ لتناديني بسارق قطرات الندى الكرملي من فوق أصابع مرآتها/ (...)/ ما ركبت البراق وحدي/ أنا وملائكة الوله وعدوت على قلبك/ لأسابق كلمة هربت إلى طرف لساني/ أحبك هكذا قلتها!/ وهكذا في صغرها أعاني". وبعد، «نشيد لامرأة زرقاء» خطوة مهمة على طريق الإبداع الشعري عند عمرو أبو زيد تستحق الاهتمام والقراءة.