منازع التجريب السردي في روايات جهاد مجيد
منازع التجريب السردي في روايات جهاد مجيد بقلم نادية هناوي ... تعد تقانة ما وراء السرد أو ما يسمى الميتا - سرد أو الميتا - رواية أو موت الرواية أو اللا رواية هي المنحى التجريبي ما بعد حداثي الذي يمكنه أن يضفي على النسيج القصصي لمحات تجديدية عبر الانفلات من قيود الصياغة الروائية التقليدية سعياً نحو فضاءٍ ذي لغة فاعلة ديالكتيكية متحركة تنتج خطاباً توصيلياً يموه الواقع ويؤسطره ويموقع الخيال محققاً راهنية العلاقة بين الواقع والمتخيل لتغدو ملمحاً قصدياً للموضوع المراد إيصاله إلى القارئ بحثاً عن حقيقة الحاضر المعيش وعجائبية الماضي الغابر. في هذا العمل تتحرى أ.د. نادية هناوي عوالم التجريب السردي في المنجز الإبداعي للروائي العراقي جهاد مجيد في رواياته الثلاث «حكايات دومة الجندل» و«الهشيم» و«تحت سماء داكنة» التي تشكل مجمل عطائه الفني، ومن أهم التقنيات التي جربها في رواياته الثلاث تقانة ماوراء السرد التي تشتغل على أنساق ما بعد لسانية أو ميتا - لغوية... وكذلك توظيفه لصيغة السرد بضمير الخطاب التي تعلي من دور القارئ وتمنحه سلطة مماثلة للسلطات الأخرى... وكان التوظيف المتعدد لضمائر السرد تكنيكاً فنياً حداثياً جرَّبه القاص في إحدى رواياته وهذا التجريب لا يلغي سلطة الراوي بقدر ما يجعله أقل مركزية وكذلك يعطي الشخصيات مساحة للتفرد والحرية في البوح أو الإضمار أو التحرك تضاداً أو ازدواجاً... وبناءً على ماتقدم جاءت فكرة هذا الكتاب عند أ. د. هناوي مقترنة بالقراءات ذات المرجعيات الفلسفية واللسانية والمتكئة على قراءات نسقية تمييزاً لها عن القراءات السياقية والبنيوية التي تؤسس لسلطة النص والبنية والطرح المحايث. وعليه، ضمّ الكتاب ثلاثة فصول، خصص الفصل الأول لقراءة رواية «حكايات دومة الجندل» من زاوية التجريب الميتا - سردي. وتتبع الفصل الثاني طبيعة التوظيف السردي لضمير الخطاب في رواية «الهشيم» وأثر ذلك في تغاير الشخصية أو اختلافها بوصفها عنصراً رئيساً في السرد له أنماطه وأهواؤه. وتحرى الفصل الثالث إشكالية المثقف الأنموذج وتعدد الضمائر السردية في رواية «تحت سماء داكنة» وأثر التعدد الصوتي في بلورة وجهة النظر أو المنظور.
