مكابدات عبد الله العاشق
مكابدات عبد الله العاشق بقلم عبد الخالق الركابي ... شعر بشار بيدين حدیدیتین توشعان ما بين فخديه، وأصابع خشنة تندش هناك حيث اعتصرته موجة ألم لا تطاق أسألت الدمع من عينيه فتلوّى في موضعه محاولاً الإفلات بيد أن تلك الأصابع الخشنة زادت من فخديه حتى هجس بأن رأسه سينفلق، فاغترف عبثاً الهواء ملء منخريه المختلجين وسط نسيج الكيس العابق برائحة الدقيق محاولاً الصراخ، فقد انسحق فمه تماماً تحت ضغط اليد المطبقة عليه؛ ووسط تلك الفوضى التي اجتاحته من كل جانب. تناهى إلى سمعة صليل معدني خفن أن مصدره خنجر أخرج من قرابه فخفق قلبه في صدره بعنف كأنه أوشك على الإنفجار ومرّةً أخرى ناضل للخلاص وقد أدرك برعب لا يوصف ما هم مقدمون عليه، فحاول إطباق ساقيه، لكن اليدين الممسكتين بهما زادنا من إبعاد إحداهما عن الأخرى، ولسعلة برودة معدنية مقيتة ما بين فخديه، فقف شعر جسده بكامله قبل أن تفاجئه طعنةً مربعة هناك جعلته يتخيل أن السماء أطبقت على الأرض وتدفق سائل ساخن أسفل بطنه، ولحظة أوشك أن يفقد وعيه سمه همدا راجفا يتردد قرب ادله - ذلك من اجل نرجس