مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة بقلم طة باقر ... ن سعة المادة التي تجمعت لدي عن حضارة وادي الرافدين استلزمت توزيع هذه المادة في جزأين، خصصت الجزء الأول منهما، وهو الذي أقدمه للقُراء الآن، لتأريخ العراق القديم منذ أبعد عصور ما قبل التأريخ إلى نهاية العصر الساساني أي بداية الفتح العربي الإسلامي، موجزاً فيه عهود هذا التأريخ المتطاول في القدم، وخلاصة الأحداث السياسية والحضارية والسلالات والدول التي حكمت فيها وما صاحب ذلك من تغييرات اقتصادية واجتماعية وفنية، بإيجاز الخصائص الحضارية والثقافية لكل دور من أدواره التأريخية. أما القسم الثاني، فقد خصصته للأوجه والمقومات الحضارية المختلفة من ديانة ومعتقدات، وشرائع وآداب، ومعارف وعلوم، ونظم ومؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية. وثانياً استتبع عن هذا التقسيم أني غيّرت طريقة عرض المادة التي اتبعتها في كتابي القديم، الذي كنت قسمت الجزء الأول منه الخاص بحضارة وادي الرافدين أما الجزء الثاني فقد تناول حضارات الشرق القديم إلى قسمين: تناول القسم الأول منهما إيجاز الأدوار التأريخية من الناحية السياسية، وخصص القسم الثاني للأوجه الحضارية المختلفة. ومع أن هذا التقسيم لا يزال متبعاً في كتابي الجديد، بيد أن ما ذكرته من ازدياد مادة الكتاب وحجمه من جهة، ومتطلبات المنهج التأريخي الجديد الذي اتبعته في طريقة العرض، كل ذلك جعلني أوجز في الجزء الأول من كتابي الجديد المخصص للأدوار السياسية الخصائص والميزات الحضارية العامة في نهاية كل عصر من العصور التأريخية، مرجئاً التفصيل والإسهاب إلى الجزء الثاني الذي سيتناول المواضيع الحضارية كلاّ على انفراد، ويتتبع كل موضوع حضاري منها وتطوره عبر الأدوار التأريخية المختلفة في تأريخ حضارة وادي الرافدين

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

طة باقر طة باقر

ولد في العراق في محافظة بابل في مدينة الحلة. وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها ثم تخرج من الثانوية المركزية في بغداد عام 1932. وكان من الأربعة الأوائل على الثانويات العراقية، لذلك فإنه انتقل لإكمال دراسته وعلى نفقة وزارة المعارف إلى الولايات المتحدة لدراسة علم الآثار في المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو مع زميله فؤاد سفر بعد نيلهم شهادة ماتريكوليشن Matriculation الإنجليزية في مدينة صفد الفلسطينية، وبعد ذلك نقل ومن معه من طلاب البعثة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لاجتياز مرحلة السوفومور Sophomore وهي عبارة عن مرحلة دراسية تحضيرية، وبعد تلك المرحلة سافر إلى الولايات المتحدة الأميريكية لإكمال دراسة علم الآثار وبعد أربعة سنوات حصل على شهادة البكالوريوس والماجستير وكانت العودة للعراق عام 1938م، حيث حصل على لقب الإستاذية من جامعة بغداد عام 1959م. يُعد طه باقر من أشهر العاملين في مجال ترميم الذاكرة العراقية وصلتها بتاريخها الحيوي المتحرك الحي والمنتج. لقد عمل طه باقر في مجال التاريخ القديم وعلى الأخص تاريخ العراق، وشغله إعادة صورة الجماعة العراقية المنتجة والجدية في تفاعلها القديم مع بيئتها الطبيعية والاجتماعية، لقد كانت الدولة العراقية الحديثة والتي عاش بداياتها وفتوتها مدعاة للنظر في تاريخ هذا الإنسان العراقي وكيف أبدع في أشهر حضارات العالم القديم قبل وقوعه في براثن التخلف والانحطاط. لقد ربط طه باقر بين التاريخ وعلم الآثار ربطاً وظيفياً. فالآثار لدى باقر ليست حجراً أصم يؤرخ لأزمان جامدة ومعزولة. إنه تعبير متحرك عن واقع بحاجة دائما إلى إغناء مضامينه الإنسانية بالكشف والتنقيب عن إمكانات الإنسان العراقي وقدراته الابداعية.

ومثلما أسس الفرنسيون علوم التاريخ والآثار في مصر كذلك فعل الإنكليز والفرنسيون أيضا في مجال الآثار العراقية. ولا بد من ذكر حقيقة للتاريخ وهي التنويه بجهود العاملين بالآثار من الأجانب الذين حفزوا ونبهوا بلداننا على الاهتمام بتاريخها القديم. إلا أن ذلك لا ينفي جملة من السلبيات التي فطن إليها طه باقر في عمل هؤلاء. فبالإضافة إلى أعمال القرصنة والتهريب التي قام بها بعض من العاملين في هذا المجال فإن نظرتهم إلى التأريخ العراقي وقراءتهم لآثاره لا تلائم المعنى الذي يبغيه المؤسسون العراقيون للتواصل مع حضاراتهم الأولى. وفي أول انطلاقته تحدث طه باقر عن " نحن العراقيين علينا أن نكتشف تاريخنا بجهدنا ودماغنا والمنطق الذي نحمله ".

درس طه باقر في بداياته الأولى في فلسطين " قبل احتلالها " ثم في الولايات المتحدة الأمريكية. وعند عودته إلى بغداد ساهم بقوة في تأسيس مجتمع المعرفة التأريخي والآثار العراقية. لقد كانت التربية الأسرية للعلامة باقر تشكل جزءا من شغفه بالتاريخ فهو سليل الإمام زيد الشهيد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب عليهم السلام. وكان قد اعتمر العمامة السوداء عندما درس علوم العربية التقليدية والفقه الإسلامي في طفولته، ولقد ترشح ضمن بعثة للدراسة في كلية صفد الفلسطينية ثم جامعة بيروت الأميركية عام 1933م، وقد اّعتبرت هذه الدراسة تحضيرية حيث سافر بعدها برفقة فؤاد سفر لدراسة الآثار وتاريخ اللغات القديمة في المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو فنال شهادة البكالوريوس والماجستير بامتياز عام 1938م. لقد درس في هذه المرحلة اللغات التي كتبت بالخط المسماري " السومرية والأكدية " واللغة العربية. يتحدث كوركيس عواد عن علاقته بالعلامة باقر " حين عاد سنة 1938 من أميركا كنت يومذاك أمينا لمكتبة المتحف العراقي فوجدت فيه مطالعا غريبا لا أغالي في القول إنه أصدق أصدقاء المكتبة حيث اطّلع على الكثير مما زخرت به أمهات الكتب والمجلات الأجنبية المتصلة بعلم الآثار ".

ساءت حالته الصحية منذ عام 1980 وسافر على أثرها إلى بريطانيا للعلاج إلا انه توفي بعد عودتهِ إلى العراق، ودفن رفاته في بغداد يوم 28 شباط 1984.

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد