معارك نجيب محفوظ المجهولة

معارك نجيب محفوظ المجهولة بقلم طارق الطاهر ... ومع قراءاتي ومتابعاتي، تولد لدي إيمان قوي بصحة رأيي "سيرة محفوظ منقوصة". لا سيما عندما تمكنتُ من تتبع سيرته، أو جزءٍ منها، عندما كان رقيبًا عام 1959، حينما أسند له د. ثروت عكاشة، وزير الثقافة آنذاك، منصب مدير إدارة الرقابة على المصنفات الفنية. ورأيت تأشيرته على الأفلام المصرية في ذلك الوقت، والمعارك "الورقية" التي خاضها انتصارًا لقيمه وثقافته، وهي السنة التي لا نجد تفاصيل كثيرة عنها، سوى ذكريات رواها لرجاء النقاش، وجمال الغيطاني، ومحمد سلماوي، ويوسف القعيد. لكن أحدًا من هؤلاء المبدعين لم ينشر وثيقة واحدة عن هذه الفترة؛ لأن محفوظ نفسه لم يكن يملك أوراقها. وفي واحد من حواراته سأله الأديب والكاتب الكبير يوسف القعيد "ألا تحتفظ بأي ورقة من هذه المرحلة" ويقصد مرحلة "الوظيفة"، ليجيب محفوظ "الموظف لا يأخذ أي ورقة معه". من هنا هذه الأوراق تمثل "كنزا" بين أدوات فك شفرات مبدع بحجم نجيب محفوظ.