مشرب الارواح - الف مقام ومقام

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

مشرب الارواح - الف مقام ومقام بقلم ابي محمد روزبهان البقلي الشيرازي ... يقول العارف بالله، الحمدلله الذي حمد نفسه بنفسه في الأزل لعلمه أن أهل الحدثان مقصر عن حمد عزّه وإن تسرمد إلى الأبد، تنزّه بذاته عن أن يدرك ذاته غوص الأوهام، أحارت أسرار وجوده عقول الأنبياء عن درك أوليته، وحجبت أنوار كبريائه أرواح الأولياء عن البلوغ إلى حقيقة آخريته، أفنى خواطر ألبّــاء المعارف سطوات عظمته في كوامن كشف صفاته، وأغرق ضمائر نظر الكواشف في سبحات ذاته، لا يعرفونه في المبادئ، ولايدركون منه البوادي، طارت أرواح العارفين بأجنحة الهِمَم، واحترقت جناحها بنيران وسارت أسرار الموحدين في ميادين الأزليات، وهملجت في أوائل قفار الأبديات، هام فؤاد المشتاقين في سرادق كبريائه، ووله عقول العاشقين في جمال بقائه، سبحان الذي لا يعرفه إلّا هو، ولا يوحّده إلّا هو، إشارة لكل مشير إليه تشبيه، وعبارة كل معبّر عنه تمويه، من أشار إليه بوصف غير وصفه فهو مشبّهي ومن عبّر عن ذاته فهو ثنويّ، سبقت عنايته الأزلية لخواص خالصيته من المجذوبين بسلاسل الحب إلى جمال الوصلة، وبدت من حسن اصطفائيته أنوار الأولية للساكنين في ميادين المعرفة فسلكوا بها إلى عالم المشاهدة كما سبق منها، السابقين في ميثاق الأول سنا سبحات وجهه فأسكرهم، وكّلهم الصدّيقين بغرائب الخطاب، ورفع عنهم وحشة الحجاب، فحيّرهم وسقى أرواح المحبّين شراب الوصال، آنسهم بحسن الجمال، وأجلس المشتاقين في مجالس القربات، وأسند العاشقين في مساند المداناة، وكمّل عيون العارفين بنور نوره فيرون به عجائب الملكوت، وأغرق قلوب الشاهدين في بحار الغيوب فشاهدوا غرائب الجبروت، أغار أسرار المقربين ببديهات كشوف أنوار الصفات، وغار على أنوار الموحّدين، فسترها بأستار الأستار عن الأخيار في مشاهدات الذات، ونصب مجال الوصلة للواصلين في رياض الأنس، وزيّن للنقباء عرائس الزلفة في مراتع القدس، وأركب أرواح الأصفياء في ميادين الوجدانية، وألبس أشباح الاولياء لباس الفردانية، وأركب أهل الأسرار من النجباء على مراكب النور، وأجالهم في ميادين السرور، وخصّ المصطفين بسنيّ المقامات، وشرّ منهم بحقائق الحالات، وكسا أسرار الخلفاء أنوار الربوبية، وألزمهم سمات العبودية، وجعل البدلاء بديل الرسل والأنبياء وخلقهم لهداية الخلق إلى مقام الشهداء، وجعل نفسه مأوى أسرار الأقطاب، وعظّمهم بين جميع الخلق يكشف النقاب، هم نجوم سماوات الطريقة وشوامخ رواسي الحقيقة، أولئلك سرج الزمان وآيات الرحمن، شموس أسرارهم أشرقت من مطالع جلال الأزليات، وأقمار أرواحهم استوت في هواء الأبديات، جالت قلوبهم حول الملكوت، وطارت عقولهم في سماء الجبروت، وسمت هممهم إلى قمام قرار القِدم حتى بلغت بساط المداناة والكرم، أسبل عليهم أفانين أنوار جماله وجلاله، ونوّمهم في حجر وصاله، وروحهم بمروحة الانس، وطيّبهم بروائح عبقر القدس، ترنّم لهم بلابل بساتين ورد الكفاية، وتزمزم لهم عنادل أشجار العناية بألحانات الأمن والمكرمة فاستروحوا بروح المشاهدة، وسكنوا بطيب المكاشفة، ثم نبّههم بأصوات الرضاء، وألبسهم قِباء أنوار البقاء، وسقاهم شراب المؤانسة، وأسكرهم بطيب الخطاب والنظر إلى جلاله وجماله بالمعانية، ثم أدارهم في فراديس الأسرار على نجائب الأنوار، وفتح لهم صناديق عجائب كنوز الربوبية وأراهم ما فيها من غرائب لطائف الألوهية، فيالها من شربات ما أحلاها، ويالها من مجالس ما أطيبها، ويالها من مجلات ما ألطفها، لهم جلال في جلال وكمال في كمال ووصال في وصال وفي كمال أبداً [...]. تجليات رحمانية وحروف نورانية تطوف بالعارف بالله.. فيطوف في مدارج السالكين، مسجلاً بتلك الحروف مقامات المجذوبين، والسالكين، والسابقين، والصدّيقين، والمحبين، والمشتاقين، والعاشقين، والعارفين، والشاهدين، والمقربين، والموحّدين، والواصلين، والنقباء، والأصفياء، ومقامات الاولياء وأهل الأسرار من النجباء، ومقامات المصطفين والخلفاء والبدلاء.. والاقطاب والغياث. وهو يبين دافعه ذلك بقوله: " وبعد، فغني لمّا جذبني جاذب الحق إلى باب عبوديته، وأقامني على بساط ربوبيته، وأراني تيسير السر وجولات القلب ودور العقل وذوب الروح لطائف ملكوته وخلال غرائب جبروته، وأدراني في مقامات الولاية، وسقاني شراب المحبة، وكحّل عيني بكل المعرفة، وشاهدني جماله وجلاله، وأتحفني وصاله، وجعلني في الحالات شاطراً، وفي المقامات طائراً وفي المعرفة سالكاً، وفي التوحيد مالكاً، أردت أن أخبر المريدين من بعض مقامات العارفين شكراً لأنعامه وحمداً لأفضاله.. فاخترت من جملتها على قدر فُهومهم ألف مقام ليعرفوا مذاهب الأولياء ومسالك الأصغياء، ومالهم عند الله من شرف المقامات ولطائف المكاشفات فيقصدوا بأرواحهم في معالي الدرجات ويطلبوا منها رفيع المنزلات، فإنّ بين العبد والربّ سبحانه منازل إذا لم يسلكوها لم يعرفوا حقائق العبودية والربوبية، ولم يذوقوا حلاوة الوصال ولم يطعموا طعم المحبة في المشاهدات. وهنالك مواضع الخطرات والامتحانات لا يقطعها إلّا من اقتحم أوائل هذه الدرجات وبلغ أعلى النهايات حتى ينجو من مهالك الطريقة ويصل إلى معاني الحقيقة.. فرسمتُ بعون الله وحسن تأييده "ألف مقام" على عشرين باباً، لكل باب ذكرت فيه خمسين مقامة لكل طائفة من سادات الطريقة وسمّيت أسماءهم. أولها في مقامات المجذوبين والثاني للسالكين والثالث للسابقين والرابع للعارفين والتاسع للشاهدين والعاشر للمقربين والحادي عشر للموحدين والثاني عشر للواصلين والثالث عشر للنقباء والتاسع عشر للأصفياء والخامس عشر للأولياء والسادس عشر لأهل الأسرار من النجباء والسابع للمصطفين والثامن عشر للخلفاء والتاسع عشر للبدلاء والعشرون للأقطاب. وبنهايته تتم المقامات.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

ابي محمد روزبهان البقلي الشيرازي ابي محمد روزبهان البقلي الشيرازي

روزبهان البقلي الشيرازي (522 - 606 هـ / 1128 - 1209 م) وهو روزبهان بن أبي النصر الفسوي الشيرازي الكازروني، صدر الدين، أبو محمد البقلي. صوفي ولد في «بسا» قرب شيراز. تُوفي 606 هـ وقيل 666 هـ.
من آثاره: عرائس البيان في حقائق القرآن أو كشف البيان في تفسير القرآن، تفسير للقرآن على طريقة أهل التصوف.

وله أيضًا الشطحات وقد كتبه أولا بالعربية ثم وسعه بالفارسية، وهو بمثابة خلاصة للصوفية في عصره. وقد نشر هنري كوربان المتن الفارسي باسم «شرح شطحيات شيخ روزبهان بقلي شيرازي»، مع تصحيح ومقدمة في طهران 1966 م

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد