مسرحية الموت
مسرحية الموت بقلم حضية عبده خافي ... «مسرحية الموت» العنوان الذي اختارته حضية عبده خافي لمجموع قصص قصيرة اتخذت خلالها دور الراوي العليم، الذي ليس له دور فيما يحدث، فهي تروي وترى الشخوص من الخارج، وبعد وقوع الحوادث. والواقعة الأهم التي تشترك فيها قصص المجموعة هي (الموت) في معانيه المتعددة وأشكاله المختلفة؛ أما الشخصية السردية في كل حكاية، فهي بالغة الحساسية، تتدفق مشاعرها القوية تدفقاً عفوياً، تروي أحوالها وعواطفها وأخبارها، ما يمنح التصوير مصداقية، ويكون القارئ إزاء فعل درامي متصاعد متنامٍ حتى الوصول إلى الخاتمة. في القصة المعنونة "مسرحية الموت" يتحول الموت إلى هاجسٍ يلحُ في حضوره على الشخصية وقد آن الأوان للتحرر من هذا المخبوء في اللاشعور، لينطلق دفعة واحدة ويتم التعبير عنه بنموذج بشري مجسم "دمية" اشتراها "ياسر" الذي تخلت عنه والدته وتركته أمام باب الجامع فأراد محاكمتها!! "... كنت ماراً في أحد الأسواق قبل يومين ورأيت دمية فاشتريتها.- الإمام مقاطعاً ياسر: ولما المية؟ - ياسر: لكي أحاكمها. – الإمام: تحاكم الدمية على ما يا ولدي؟!. – ياسر: جعلتها كأنها أمي وكان لا بد من محاكمتها. – الإمام: وكيف ستحاكمها؟... – ياسر: بدأت بقطع كلتا يديها لتسألني الدمية: لما قطعت يداي؟. – ياسر: فأجيبها: لأنها هي التي حملتني ووضعتني عند باب المسجد. ياسر: ثم أقطع رجليها لتسألني لما؟ فأجيبها: لأنها هي التي مشت بك حتى أوصلتك لترميني. ثم أقتلع عيناها لتسألني لما؟ فأقول لها: لأنها هي التي ظلت تبحث عن مكان تضعني فيه وتراقبني حتى رأت أنهم أخذوني من أمام باب المسجد. (...)، بكى الإمام وبكى ياسر، ونهض الإمام تاركاً ياسر خلفه بانتظار المارة كعادته كل يوم... يبحث عن أمه". تضم المجموعة ثلاثة عشر قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "كيف العيد؟!"، "ما كان بالأمس!!"، "آه... لو كنت أعرف؟!"، "القاتل"، "الشبه الأربعون"، "عشر سنوات"، "ذاك ما بقي لي"، "الاعتراف"، "الصوت"، "ج. م. ع"، "العيد القادم"، "الوصية" و"مسرحية الموت".
