ليثيوم

ليثيوم بقلم تميم هنيدي ... تجوَّلتُ بين اللوحات ببطء مصطنع، أتأمّل جمالها تارةً، وأستعجب من غلاء سعرها تارةً أخرى. مشتْ مارغريت، بثقة أكبر، فهي تعرف تماماً هذا النوع من الفن، وتجيد تمييز جيّده من الرديء. لمحتُ لوحة بعيدة، ثمّة ما يشدّني إليها بقوّة، التقطتُ كأس نبيذ من الطاولة المجاورة، ومشيتُ بخشوع نحوها. وشعرتُ كلّما اقتربتُ منها أكثر بأنَّ صوتاً ما يرجوني أن أسرّع الخطوات. وقفتُ أمامها، كانت اللوحة كبيرة جداً، قد تكون الأكبر في المعرض؛ يتوسّطها وجهٌ كبيرٌ أصلع. عينان مدوّرتان واسعتان ورماديتان. كان المريبُ في الوجه المرسوم خلوّه من أي تعبيرٍ، أو حالة؛ ليس سعيداً بالتأكيد، وحكماً ليس حزيناً.