كيف نفكر

(1)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

كيف نفكر بقلم آلان جاكبس ... لِمَ نحن أسوأ في التفكير ممَّا نظنّ "بماذا كنتَ تفكر؟"، سؤالٌ نطرحه عندما نجد أن سلوك شخصٍ ما لا يمكن تفسيره، وعندما لا نستطيع تخيل أيّ سلسلةٍ من سلاسل التفكير أدَّت إلى ما قاله أو فعله للتو. ولكن، حتَّى وإن لم نكن غاضبين ساخطين، فإننا نجد أنفسنا نتساءل كيف خطرت هذه الأفكار الغريبة على عقول الأصدقاء، والعائلة، والجيران. وقد يحدث أحياناً في سويعات حياتنا الهادئة النادرة، أن نسأل أنفسنا كيف خطرت لنا هذه الأفكار، ولماذا نفكر بهذه الطريقة. تبدو مثل هذه الأمور مثيرةً للاهتمام ومهمةً؛ نظراً للأسئلة الَّتي تواجهنا باستمرار أفراداً ومجتمعات حول الصحة والمرض، والعدالة والظلم، والجنس والدين، فلن نستفيد جميعاً من فهم أفضل لما يعنيه ذلك. فكر جيداً؟ لقد قرأتُ في السنوات القليلة الماضية العديد من الكتب حول التفكير، وإذْ قدَّمت تلك الكتب نماذج مختلفة عن التفكير، وفي بعض الحالات نماذج غير متوافقة جذرياً عن ذلك، فثمَّة سمة واحدة يتشاركونها جميعاً: القراءة فيها أمرٌ محبطٌ حقاً. تلك الكتب محبطة؛ فإن لم تتفق على أيِّ شيءٍ آخر، فإنها تقدِّم مجموعةً واسعةً مُفصَّلةً تفصيلاً مذهلاً من الطرق الَّتي يضلُّ بها التفكير. تلك المسارات المتنوعة الَّتي لا حدود لها، والَّتي يمكننا اتباعها نحو الطريق المسدود الَّذي لا مفرَّ منه على ما يبدو للوصول إلى الفهم الخاطئ. ولهذه المسارات أسماء: الارتساء، وتتالي التوافر، والانحياز التأكيدي، وتأثير دانينغ كروجر، وتأثير المنحة (الوقف) ، وتأثيرات التأطير، وأخطاء إسناد المجموعة، وتأثيرات الهالة، وتحيزات التجانس بين المجموعة الداخلية والخارجية، والوهم الحاد.. وهذه مجموعةٌ صغيرةٌ من أسماء تلك المسارات، ولكن مع ذلك: يا لها من قائمة!! يا له من تأريخ من عدم الكفاءة، والغطرسة، والغباء المطلق!! لقد حدث الكثير من الأخطاء من نواحٍ كثيرةٍ مع عواقب مدمرة على الذات والمجتمعات. والأسوأ من ذلك، أن أولئك الَّذين يعتقدون أنهم يتمتعون بالتفكير الدقيق يتضح أنهم من أسوأ المخالفين ضد الفطرة السليمة. لذا، فإني أعتقد من غير ريبٍ أنه من الضروري لنا جميعاً ولي أيضاً وأنا أتفحص هذه الكتب أن أحُكم قبضتي على التفكير الجيد والسيئ، والصواب والخطأ؛ فأتجنب بذلك الخطأ وأعتنق الحق. ولكن، لمَّا كان ثمَّة العديد من أنواع الخطأ العقلي، فإن التحقيق يجعلني أشعر بالدوار. وأجد نفسي أسأل بعد حينٍ: ما الَّذي يتحدث عنه هؤلاء الأشخاص؟ ما الَّذي يفكرون فيه؟. لخَّص عالم النفس البارز دانيال كانيمان قبل بضع سنوات بحثاً طويلاً في الخطأ المعرفي في كتابٍ كبيرٍ بعنوان: (Thinking, Fast and Slow). وتوصل قرب نهاية ذاك الكتاب إلى السؤال المركزي التالي: "ما الَّذي يمكننا فعله بخصوص التحيزات؟ وكيف يمكننا تحسين الأحكام والقرارات الخاصة بنا، أو الصادرة عن المؤسسات الَّتي نخدمها وتخدمنا؟". فكان جوابه: "الجواب المختصر لذاك هو أننا لا يمكننا فعل سوى القليل ما لم نكرس لهذا كل الجهود". حسناً، هذا أمرٌ جيدٌ بعد كل شيء؛ إذْ سنكون جميعاً سعداء لاستثمار قدرٍ كبيرٍ من الجهد لتخليص أنفسنا من التحيزات الَّتي تشوِّه تفكيرنا، أليس كذلك؟ ولكن، مع استمرار كانيمان في الكلام تزداد الأخبار سوءاً. جزءٌ كبيرٌ من نظام تفكيرنا، ذاك الجزء الَّذي يولد حدسنا المباشر "غير قابل للتعليم بسهولة، باستثناء بعض التأثيرات الَّتي أعزوها في الغالب إلى العمر، فإن تفكيري الحدسي عرضة للثقة المفرطة، والتنبؤات الشديدة، ومغالطة التخطيط كما كانت قبل إجراء دراسة لهذه القضايا". هذا الكلام ليس مشجعاً!!. ولعلَّي أتواقح إن قلتُ إنه يمكنني تقديم صورةً أكثر تفاؤلاً من صورة دانيال كانيمان العظيم، لكنني أعتقد حقاً أن ثمَّة بعض الطرق الَّتي اكتُشِفت اكتشافاً كافياً لفهم المشاكل الَّتي نواجهها في التفكير والتخفيف من حدتها. لقد فكرنا كثيراً في السنوات الأخيرة في علم التفكير، ولم نفكر كثيراً في الفن. ثمَّة تقاليدُ إنسانيةٌ معينةٌ وبعضها قديمٌ جداً يمكن أن تساعدنا عندما نحاول التفكير في التفكير وتحسينه. سأحدثكم في هذا الكتاب عن الراكب بدلاً من الفيل وأركز القول فيه؛ أي سأحدثكم عن (النظام 2) بدلاً من (النظام 1). وسأستقطب من غير ريبٍ آراء الكثير من كبار العلماء، مثل: كانيمان وهايدت، والعديد من العلماء الآخرين، ولكنني سأقترح أيضاً في كتابي هذا أنهم لا يُؤطرون دائماً مشاكلنا في إطار التفكير في أكثر الطرق إفادةً وبناءً. وسأجادل على وجه الخصوص بأننا إن فكرنا في مهمتنا في المقام الأول على أنها "التغلب على التحيز" فإننا ننحرف لا محالة. فأنا أرى أن أفضل وصفٍ للمشكلة الأساسية الَّتي نواجهها هو توجه الإرادة ((orientation of the will؛ فنحن نعاني من تصميمٍ راسخٍ على تجنب التفكير. عدد قليل نسبياً من الناس يريدون التفكير؛ لأن التفكير يزعجنا، ويرهقنا، ويمكن أن يجبرنا على الخروج من عاداتنا المريحة الَّتي ألفناها... فالتفكير يمكن أن يعقد حياتنا، والتفكير يمكن أن يضعنا على خلاف مع أولئك الَّذين نعشقهم، أو نحبهم، أو نتبعهم، أو في الأقل يعقِّد علاقاتنا معهم... فمن منا يحتاج إلى التفكير؟ وعلاوةً على ذلك، فإن التفكير الواعي بطيء كما يشير كانيمان في عنوان كتابه المذكور. ويروي جاسون فريد مبتكر برنامج Basecamp الشهير لإدارة المشاريع، قصة عن حضور مؤتمر والاستماع إلى حديثٍ دائرٍ. فلم يعجبه الكلام، ولم يوافق على وجهة نظر المتحدث، ومع استمرار الحديث ازداد غضباً. فلمَّا انتهى، هرع إلى المتحدث للتعبير عن امتعاضه وعدم موافقته. فاستمع إليه المتحدث، ثمَّ قال: "تمهَّل خمس دقائق". فدهش فريد، لكنه أدرك بعد ذلك ما أراد المتحدث وأهميته. فبعد اللحظات القليلة الأولى من محاضرة المتحدث، توقف فريد عن الاستماع فعلياً: لقد سمع شيئاً لم يوافق عليه، ففنَّده من فوره ودحض ما قاله، وفي هذه الحالة لا استماع. وعلاوة على ذلك، عندما لا يكون ثمَّة استماع فلا تفكير. وللدخول في وضع التفنيد (Refutation Mode)، فإن هذا يعني في الواقع أنك فكَّرت جهد استطاعتك، وأنه لا يلزم مزيد من المعلومات أو التفكير.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

آلان جاكبس آلان جاكبس

الان جاكوبس (من مواليد 1958) [1] هو باحث في الأدب الإنجليزي وناقد أدبي. وهو أستاذ متميز في العلوم الإنسانية في برنامج الشرف بجامعة بايلور . [2]

المهنة
حصل جاكوبس على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة ألاباما في عام 1980 ودرجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة فيرجينيا في عام 1987. وكان أستاذ كرسي كلايد س. كيلبي للغة الإنجليزية في كلية ويتون (إلينوي) حتى عام 2012. عندما تمت ملاحظة تعيينه في بايلور على نطاق واسع كجزء من المنافسة بين هاتين الكليتين المسيحيتين. [4]

بالإضافة إلى عمله الأكاديمي وكتبه، كان جاكوبس مساهمًا منتظمًا في المجلات بما في ذلك The Atlantic ، [2] [5] الأشياء الأولى ، [2] [6] و The New Atlantis . [3] [7]

جاكوبس هو أنجليكاني إنجيلي . [8]

كتب
تشمل كتب جاكوبس ما يلي:

كسر الخبز مع الموتى: دليل القارئ إلى عقل أكثر هدوءًا (مطبعة بينجوين، 2020)
سنة ربنا 1943: الإنسانية المسيحية في عصر الأزمات (أكسفورد، 2018) [9]
كيف تفكر: دليل البقاء لعالم في خلاف (العملة، 2017) [10]
"كتاب الصلاة المشتركة": سيرة ذاتية (حياة الكتب الدينية العظيمة، برينستون، 2013) [11]
متعة القراءة في عصر التشتيت (أكسفورد، 2011) [12]
السفر: مقالات ممتعة وغير سارة (إيردمانز، 2010) [13]
الخطيئة الأصلية: تاريخ ثقافي (HarperOne، 2008) [14]
النظر قبل وبعد: الشهادة والحياة المسيحية (إيردمانز، 2008) [15]
النارنيان: حياة وخيال سي إس لويس (هاربر، 2005) [16]
فضح الشيطان: مقالات في قول الحقيقة (إيردمانز، 2004) [17]
هل يجب أن تكون المسيحية عنيفة؟ تأملات في التاريخ والممارسة واللاهوت (تحرير مع كينيث ر. تشيس، مطبعة برازوس، 2003) [18]
لاهوت القراءة: تفسير الحب (مطبعة ويستفيو، 2001) [19]
زيارة إلى فانيتي فير: مقالات أخلاقية عن العصر الحالي (مطبعة برازوس، 2001) [20]
ماذا أصبح ويستان؟ التغيير والاستمرارية في شعر أودن (جامعة أركنساس، 1998) [21]

كتب مشابهة

تقييمات ومراجعات (كيف نفكر)

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد