كرسي الرحمة

كرسي الرحمة بقلم إليزابيث وينثروب ... على أشجار الجنوب فاكهة غريبة دم على الأوراق ودم فوق الجذور أجسام سوداء تتأرجح مع نسيم الجنوب فاكهة غريبة تتدلى من أشجار الحور. في عام 1939، غنّت المغنية الأمريكية الشهيرة بيلي هوليداي هذه الأغنية التي حملت عنوان ’فاكهة غريبة‘ والتي كتبها الشاعر آبيل ميروبول. عندما تقرأ هذه الرواية، ستعرف أن هذه الفاكهة الغريبة ليست سوى أجساد بشر قامت بإعدامهم عصابات غوغائية وإجرامية من البيض يدفعها الحقد والتعصب العرقي الأعمى ضد السود، في تلك الفترة من التاريخ الأمريكي المعروفة بحقبة جيم كرو. وفيها سادت مجموعة من القوانين التي كرست مبدأ الفصل العنصري. تعود الكاتبة الأمريكية إليزابيث وينثروب إلى تلك الحقبة في روايتها ’كرسي الرحمة‘ التي تجري أحداثها في شهر تشرين الأول من عام 1943، لتتناول الموضوع المؤلم ذاته، ببراعة أدبية، وأمانة تاريخية ترسم عبرها مشهدًا أمريكيًا جنوبيًا خالصًا، عنوانه: أشخاص يعيشون آلامهم ومعاناتهم الإنسانية بأشكالها المختلفة في بيئة تتسم بالتمييز العنصري، والحر الشديد لشهر تشرين الأول، وموسم القطن، وحيث طاحونة الحرب العالمية الثانية دائرة في مكان ما، تتلقف الشباب وتعيدهم في توابيت أو في رسائل نعوة.