في امتداح العين بقلم نجاة الذهبي ... يكفيني أن أقول للقارئ الذي سيقترب من هذا المؤلّف أنّه سيجد "عينا" على تجارب تشكيليّة عربيّة معاصرة يملؤها الاندفاع والرغبة والتأثّر والعمق. أحاول في هذا الكتاب تقديم رؤية ذاتيّة لعوالم إبداعيّة مختلفة ومتناقضة أحيانا كثيرة تماما مثل الأيام التي نعيشها، هي متشابهة ولكنها ليست هي نفسها. لقد كُتبت هذه القراءات في خضمّ كتابتي ليومياتي التشكيليّة خلال السنوات الثلاث المنقضية، لذلك أُضمّن غالبا بعض مقتطفات من حوارات مع الفنّانين أو صورة عالقة بيوم آو حدث ما أو بعض الخواطر الذاتيّة. لا أعتبر نفسي متبصّرة بالعوالم الخفيّة للصور التي ينتجها العالم، إذ تنقصني الكثير من الرؤية عن قرب ولكنّني أحبّ أن أتعلّم، كما لا أخاف الوقوع في الأخطاء. أحتاج أيضا لتجارب أكثر خطورة مع الفنّ وفي المعرفة. أحتاج إلى الدهشة التي تعتريني عند قراءة نصّ أو خاطرة أو عند النظر إلى عمل فنيّ أو سماع مقطوعة موسيقيّة. تلك الدهشة ذاتها التي يمتلكها الأطفال بالفطرة أمام كلّ شيء، وتلك القدرة العجيبة التي شبّهها الفلاسفة بـ"امتلاك الروح الفلسفيّة أمام الوقائع الاعتياديّة وأشياء الحياة اليوميّة، أين تُطرح أكثر الأشياء عموميّة واعتياديّة للدراسة".
نبذة عن الكاتب
![نجاة الذهبي]()
نجاة الذهبي
هي فنّانة تشكيليّة تونسيّة، شاركت في العديد من المعارض الجماعيّة الوطنيّة والدوليّة (مرسيليا، عمّان، مراكش، الصين، مصر..). شاركت في مجموعة من الصالونات والسومبوزيومات للفنّ التشكيلي المهمّة (صالون الفنّ المعاصر بتونس، سومبوزيوم من أجل الفنّ المعاصر بالحمامات، صالون أصدقاء الفنّ بمرّكش، مؤتمر نساء في الفنّ المغاربي بالرباط، بينالي داكار للفنّ المعاصر بسفارة السينغال بتونس...). في رصيدها ثلاث معارض فرديّة آخرها خلال شهر مارس 2021 تحت عنوان "دِيَارِي" DAIERIES بتونس العاصمة.
تشغل منذ سنوات خطة أستاذ مساعد بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، متحصّلة على دكتوراه في علوم التراث ودكتوراه في علوم وممارسات الفنون (أطروحة حول تجربتها التشكيليّة الذاتية من سنة 2002 إلى 2021)، كما أنّها باحثة في مجال الكتابة النقديّة الفنّية حيث تكتب بصفة دوريّة في العديد من المواقع والمنابر الدوليّة. صدر كتابها الأوّل بداية سنة 2021 عن دار "خطوط وظلال" الأردنيّة تحت عنوان "في امتداح العين (قراءات في تجارب تشكيليّة معاصرة من العالم العربي)". تشتغل على صورة الجسد والحَمِيمِيّْ بين المقروء والمكتوب والمرسوم، وترسم هواجس اليوميّ والذاكرة الانسانيّة المتقطّعة.