في البدء كانت الممانعة : مقدمة في تاريخ الفكر السياسي العربي

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

في البدء كانت الممانعة : مقدمة في تاريخ الفكر السياسي العربي بقلم سهيل القش ... فالغالب يعرض على المغلوب رؤية ممنهجة للصراع جوهرها التماثل والصُّلح. ولا يعني هذا أن الغالب لا يعي كنه الصراع، أو أنه تغيب عنه «ممانعة» المغلوب، ولكنه يُمنهج للمغلوب شرعية استمرارية غَلَبته. وإنكارُه لا يطمس الصراع مع المغلوب؛ بل يطمس الطبيعة العدائية لهذا الصراع ويطرح إمكانية الصلح والوفاق بوصف ذلك حلًّا للتناقض. إن «العملية» الأيديولوجية التي يمارسها الغالب ليست مطلقة؛ فهي تصطدم بحدود «ممانعة» المغلوب التي يُدخلها الغالب في حساباته ويصوغ أيديولوجيته على أساس معرفته «الضمنية» بوجودها، ومجاهرته «العلنية» بتغييبها وطمسها وتشويهها. إن التعمية الأيديولوجية التي يمارسها الغالب تتناول -تحديدًا- ليس تناقض الغالب مع المغلوب؛ بل تشويه ممانعة المغلوب ضد السيطرة. وهي ممانعة ترتكز، في وعي المغلوب المباشر، على رؤية العلاقة على أنها تناقض لا سبيل إلى حلِّه وتمايز حاد لا سبيل إلى تسويته. وهذا ما يسعى الغالب إلى طمسه، وإلى أن يُحلَّ محلَّه رؤية تقوم على طرح النزاع بوصفه اختلافًا طبيعيَّا يؤكِّد «الهوية» و«التماثل» الأبدي، مع وعد المغلوب دائمًا بجنة المساواة الوهمية خارج علاقات القوة الفعلية، وهو وعدٌ يلازم كل الأيديولوجيات الغالبة

نبذة عن الكاتب

سهيل القش سهيل القش

باحث ومفكر عربي لبناني، يشغل حاليًّا منصب أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة لافال في كندا. حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة باريس الثامنة عام ١٩٨٠، ودفعه التزامه بالقضية الفلسطينية للعودة إلى بلاده في مطلع الحرب الأهلية اللبنانية. وعمل هناك أستاذًا بمعهد العلوم الاجتماعية ثم كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية. وفي نهاية الثمانينيات اضطرته الظروف إلى الهجرة إلى كندا، في أعقاب احتلال إسرائيل جنوب لبنان. صدر له مؤخرًا بالعربية: «المرآة المتكسِّرة: تشظِّي الكيان اللبناني (٢٠٢٢)، وبالاشتراك مع ماري هيلين باريزو بالفرنسية: «المجتمعات الروبوتية: الرهانات الأخلاقية والسياسية» (٢٠١٩)، وله أيضًا: «لكلِّ تنميته المستدامة: من التنوع الثقافي إلى التكنولوجيات النانوية» (٢٠١٦).

اقتباسات كتاب : في البدء كانت الممانعة : مقدمة في تاريخ الفكر السياسي العربي

لا توجد اقتباسات بعد.