آية طنطاوى

فى مد الظل

(1)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

فى مد الظل بقلم آية طنطاوى ... اذا كنت من محبى منطقة السيدة زينب , بشوارعها , بمحلاتها , بناسها , بأسواقها الشعبية , ببيوتها البسيطة , فقد جمعت لك الكاتبة الشابة آية طنطاوى هذا العالم بين صفحات كتاب صغير الحجم .. كبير القيمة ! أعادتنى قصص هذه المجموعة – وربما شخصياتها الجميلة – إلى أجمل وأفضل ما كتب يوسف السباعى من قصص فى رأيى وهى مجموعته ( بين أبو الريش وجنينة ناميش ) شخصيات هذه القصص ( حية / فقيرة / مهزومة تحاول ألا تبدو كذلك ) تلتقط الكاتبة آية طنطاوى ببراعة – لقطات من حياة الناس – لترسمها ظاهرياً وباطنياً بجاذبية ( مؤلمة ) فكل قصة تركت ( بصمة / مؤلمة ) فى وجدانى كقارىء . تاخذ الكاتبة القارىء فى ( جولة ) فى حوارى وشوارع السيدة زينب , فتجد نفسك فى قصة ( عرى ) أمام سيدة فقيرة تحمل رضيعها وتمشى فى السوق فى حر أغسطس لتنفذ " أمر " زوجها بشراء قميص نوم أحمر قصير , هذه هى المهمة التي خرجت من أجلها مضحية بطلبات البيت الأهم , لكن كيف كان باطن هذه المرأة ؟ لنقرأ : { حارتها مكتظة بالرجال , ما ما أحد يلتفت لينظر لها , لم تعد تتذكر آخر مرة نظر فيها رجل إلى جسدها باعجاب أو شهوانية , تمشى كعسكرى فى جنازة ..} وفى سطور قليلة تتسلل اليك آلام هذه المرأة : { متى كانت آخر مرة ثرثرت فيها مع صديقاتها ؟ متى أطلقت ضحكة رقيعة كتلك التي يتردد صداها فى أذنها ؟ لم تتذكر , شهور أم أعوام أم قرون . يبدو أن هذا الجسد الذى تستقر فيه بالخطأ يخص امرأة على شفير الموت ...} ماذا سيحدث لهذه المرأة ؟ ستعرف عندما تقرأ , لكنك – ومع أنها القصة الأولى فى المجموعة – لن تستطيع أن تنسى هذه المرأة التي لاتحمل اسماً . • فى قصة ( رينجو ) يجلس شاب مع خطيبته على مقهى ظاظا فى شارع السلسلة , يحرق سيجارته السادسة عشرة وهو يقول لها : { أنا أحلم بالميكروباص , لا أريد هذه البدلة والعربية وربطات العنق التي تشنقنى بلا رحمة .. أعاد سرد أحلامه لها من جديد , أن يترك محل الملابس الجاهزة الذى أضاف صفراً لراتبه ليصبح سائق ميكروباص . } هذه قصة من صفحتين فقط ستغوص فيها فى قلب هذه الفتاة الصامتة , لكن انظر كيف انتهت هذه القصة ببراعة من الكاتبة : { قطع الطريق بخطوات واسعة , والشارع على يساره يمضى غارقاً فى الزحام , ضجيج السيارات وسرعة السير , الكل يمضى فى طريقه إلا هى , تجلس وتتأمل العالم من حولها , هى على جانب , والميكروباصات المتراصة على الجانب الآخر .. } • فى قصة ( الصاعدون إلى الله ) استوقفتنى شخصية توحة التي ترسمها الكاتبة بهذه السطور المعبرة : { فى الصباح تتجول توحة فى شوارع الكبش , تأخذ العيش من أبو جمال الفران , والفول والبصل من عم على السجان . وتتسكع فى الشوارع إلى أن تصل لمتكئها المعتاد تحت شجرة كبيرة فى منتصف الكبش , تأكل فطورها وتراقب السماء العالية والبيوت المكشوفة بالأسفل , وعندما تفرغ من الطعام تغنى , الغناء عادتها , صوتها مشروخ ومزعج لكنها تحفظ الأناشيد والمواويل عن ظهر قلب , فزياراتها لم تنقطع عن الموالد والليالى الكبيرة , تمشى فى المسيرات وترقص فى الساحات , وتلعب مع الأطفال وتتربع عند الأضرحة , تبكى وتنتحب وتعود فى الليل تغمرها النشوة بعمر أصغر وحركة أخف ..} أجادت الكاتبة آية طنطاوى فى هذه المجموعة القصصية المميزة رسم شخصياتها حتى أصبحت أيقونات حية تراها وتلمسها بيدك بين صفحات هذا الكتاب الذى يستحق القراءة أكثر من مرة .

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

آية طنطاوى آية طنطاوى

كاتبة مصرية درست الوثائق والمكتبات وعلوم المعلومات، كما درست أيضًا النقد السينمائي.
فازت بجائزة أخبار الأدب فرع القصة القصيرة عام 2016، وصدرت أول مجموعة قصصية لها بعنوان "في مد الظل" عن دار بتانة للنشر عام 2022. تكتب قصص قصيرة، ومقالات عن السينما والأدب في عدد من المواقع المصرية والعربية. (

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

تقييمات ومراجعات (فى مد الظل)

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد