عمر الغريب
عمر الغريب بقلم سلمى مختار أمانة الله ... في رواية عمر الغريب، نسافر مع السارد داخل تلك المسالك الوعرة للنفس البشرية، إذ هي حكي تتعرى فيه الذات من كل هواجسها ومخاوفها السابقة بعد أن حررها الموت وأطلق أخيرا عنان لسانها. يتعلق الأمر برحلة شاقة ومضنية تنطلق مع الطفل الذي ولد لأبوين مجهولين. طفل متخلى عنه بلا أوراق هوية. لم يسق كغيره من الصغار برحيق الحب في الوقت الذي لم يكن يحتاج فيه لغير الحب. لم يرضع في المقابل غير المهانة والإهمال والكره. تقاذفته الأماكن والأحداث والأشخاص لينتهي به المطاف ضحية جريمة قتل وليظل السؤال المسنن عالقا كشوكة في حلق السارد وعلى مدار صفحات الحكي: من قتلني؟ من قتلني؟ مسرح الجريمة الذي يشكل الفضاء الثابت لرواية عمر الغريب لم تتهاون الكاتبة في مده بخلفيات متحركة زمانيا ومكانيا شكلتها من مجموعة من الأحداث التاريخية والمتغيرات الاجتماعية والسياسية التي عرفها مغرب ما بعد الاستقلال.