عشتار وفلسفة الغزل

عشتار وفلسفة الغزل بقلم خالد موسى ... تحتل عشتار آلهة الحب والخصب والجمال موقعاً مهماً في تظهير تجربة الشاعر اللبناني خالد موسى الإبداعية، فمنذ عتبة ‏العنوان الأولى لديوانه «عشتار وفلسفة الغزل» ينفتح العمل بكافة طبقاته بين يدي القارئ وتتبين ملامحه العامة والخاصة، ‏وقد وفر له شاعرنا كافة شروط التأثير والقبول له داخل النفس البشرية؛ ففتح شهيتنا للقراءة داخل فضاء نصي، بالغ ‏الخصب، والثراء، والعمق، والغنى، في عناصره وموضوعاته.‏‎‎الشيء الذي يبرز سمة التنوع في خيارات الشاعر خالد موسى، وأن خياراته هذه غير محصورة بلون شعري معين، كما يؤشر ‏إلى ما يتميز به من ثقافة عالية، وحس إنساني وجمالي ودفق شعري يصل إلى مرحلة الإشباع، دون رتابة ودون ملل. ما ‏يعني امتلاك الشاعر حرفية واضحة في البناء واللغة والخيال والصور...‏‎‎في القصيدة المعنونة "هيَ عشتروت" يقول الشاعر خالد موسى:‏‏"نظرت إليَّ كأنها‏ظمأى لحبٌ هالها‎‎وتوقفت مُحتارةفهل الوقوفُ منالها‎‎لعِب الهوى بفؤادِهافعلمتُ ما بمُرادِها‎‎وضحِكتُ لكنْ هَلضُحوكي سَرُها فأجابها...".‏‎‎قدم للديوان بمقدمة الشاعر المسرحي عبد الكريم بعلبكي ومما جاء فيها: "الشاعر البقاعي خالد موسى ابن قب الياس ‏الشامخة بمفكريها ومبدعيها وفنانيها، ينسج باكورة أعماله من تاريخ جميل قضاه بين الفرح والتأمل. كتب مفردات تكوينه ‏يوم كان في الخدمة العسكرية، وبعدها استحضر مسيرته الشعرية والأدبية الإنسانية يوم انتسابه لهيئة الحوار الثقافي ‏الدائم، فمثلها في مصر وأبدع على منابر الشعر حيثما حل (...).‏‎‎هذا الديوان الذي جسّد بقصائده الوجدانية أجمل المقطوعات ثم قرأنا الغزلية الوطنية التي راحت تنمّ عن حبه ‏وإخلاصه لوطنه عامة ولبلدته خاصة متحدياً طروحات الضالين الذين يدعون شعر التفرقة. كل هذا ظهر في ‏كتاباته التي سعى من خلالها إلى إنارة الدرب في وجه من يسعى إلى الحياة الكريمة بوطنية صادقة سطّرها بمداد ‏قدرة ظاهرة، وعبر منها إلى الوجود بأسلوب جزل، متين السبك، محكم العبارة؛ فأجاد بأسلوبه فكان من الجزالة ما ‏ينم عن شخصية مرحة إيجابية. نظم الأغراض الشعرية، كالحكمة والغزل والاجتماعيات، والرثاء.. وغيرها (...)".‏