ظل من جسد
ظل من جسد بقلم خالد شداد ... إن أهمية حضور الجسد في الشعر تكمن في كونه هو الذي سيحقق فردية الإنسان/ الشاعر وخصوصيته وتميزه عن الآخرين، وعن العالم أيضاً، إنه الرابط للشاعر مع كل الطاقات المرئية وغير المرئية التي تجوب العالم. وفي "ظل من جسد" يشكل خالد شداد نصه وفق ثيمة الجسد ليشكل علامة فنية تستحوذ القارئ فيلعب من خلالها لعبة الخفاء والتجلي، حينما يحجب ويجلو بنصه؛ إذ يتداخل المرئي واللامرئي عبر مقابلات شعرية تنزع نحو البوح الذي يعبر كل الحدود التي تشكل دائرة الممنوع في الثقافة العربية. في قصيدته المعنونة "ظل من جسد" تبدو الظلال هي قدر الشاعر في العالم كلهوفي ذاته أيضاً فهي التي تسقط نقاء روحها من الزيف والأقنعة والتغليف على القصيدة كلها لتمنحها جسدها أو عالمها السري الخاص الذي لا يستطيع فك رموزه إلا الشاعر، نقرأ له: "يتثائب دونما سبات/ حاملا في طياته/ رعشة الملل.../ ينفض العتمة/ من أطراف الفراش/ وبقاياها العالقة/ في زجاج النوافذ.../ يحث الخطى سريعاً استعداداً للخروج/ من عنق الكآبة/ من عنق الحزن/ حتى من عنق التقاليد/ وعرف الاستقامة،/ يخرج قاصداً البحر/ فلا يجد للبحر ساحلاً/ يقصد الفضاء الرحب/ فيجده ضائقاً/ بذاكرة الأمكنة/ يدير ظهره المجلود/ بأغصان الزجاج/ حتى يلملم/ بقاياه،/ بقايا الملل/ الباحثة/ عن ظل من جسد،/ قلب من وتر،/ وطيف من عبق/ ليعود من حيث جاء/ حيث يكون/ والعتمة سواء". يضم الكتاب ثلاثة وعشرون قصيدة في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: "رماد"، "حرير"، "صلاة الغائب"، "روائح الفتنة"، "مراسيم الاختناق"، "شاخصة أبصارهم"، "أجندة عاشق"، "صمت الضجيج"، "انتظار"، "رقي عشق وتمائم"، "ظل من جسد"، (...) وقصائد أخرى.
