شيء من هذا الغبار
شيء من هذا الغبار بقلم عاطف عبد العزيز ... فِي الحَقِيقةِ، لم أَقوَ عَلَى إِخْفَاءِ دَهْشَتي عِندَما فُوجِئُتُ بخَصْرهَا الضَّامِر. خَصْرٌ ضامِرٌ رَغْم سِنِّها التِي كانتْ قد أوغلَتْ فيما بعد السِّتِّين. لم أَقْوَ، أيضًا، عَلَى إِيقَافِ اِنْثِيَالِ أَفْكَارِيَ الخَشِنَة مِنْ مِثْل: كَمْ مِنَ الرِّجَالِ، يا تُرَى، قد دنَّسُوا المواضِعَ التِي زَارَها ذاتَ يومٍ أبِي، وتَرَكَ بِها عَلامَاتِه؟ هل خَرَجَ إلى الوُجُودِ كائِناتٌ مِنْ هذا الجَسَدِ البَهِيِّ الذِي يَتَأوَّدُ الآنَ تَحتَ الضَّوْءِ؟ (كُنتُ أَعنِي بالطَّبْعِ، أولئِكَ الذِينَ كَانُوا مِنَ المُمكِنِ - لو سَارَتِ الأُمُورُ فِي مجرَياَتهِا- أن يصَيرُوا أخوَتي) شَاقٌّ، أنْ يرَى المَرءُ حَبِيْبَةَ أَبِيْهِ الرَّاحِلِ صُدْفَةً، أو غيرَ صُدْفَةٍ. فَحِينَ اِلتَقْتْ عُيُونُنا، خُيِّلَ إليَّ لِلَحْظَةٍ أنَّها عَرَفتْنِي، كَما خُيِّلَ إليَّ أنّ الكَأسَ اِرْتَعَشَتْ فِي يَدِهَا المعْرُوْقَة، حتَّى إنّني اضطُرِرْتُ إلى الاِعْتِذَارِ لَها عَمَّا لم أَفْعَلْ،