رحيق الذكريات

رحيق الذكريات بقلم هدى غازي ... تدخل هدى غازي عالم الشعر كصوفي عَبر تخميرته وشطحاته واعياً، فالتحم بذات معشوقه، حتى صار عاشقاً أبدياً له. هنا في «رحيق الذكريات» نقرأ شعراً ينهل من ذكريات اللحظة الأولى، لحظة انثيال الإحساس الجارف بالحب الأول، فصار أسيراً لها مدى الحياة، تعود الشاعرة بالذاكرة إلى تفاصيل وحدة وجودية لمشاعر تواقة للانعتاق مع الآخر والتوحد معه في لحظة فارقة، خارقة؛ للزمان والمكان والوجود معاً، فانسلت لتُكتب شعراً على صفحات كتاب وبقراءتها سيشعر القارئ بمتعة ما بعدها متعة. في القصيدة المعنونة « العشق الأبدي» تقول الشاعرة هدى غازي: "تشرق الشمس/ فيستفيق حلمي/ من ثباته/ ويضخّ/ في عروق النهار/ الشوق/ يمتزج الندى/ بترابك/ فيُخلق/ العشق الأبدي". قدم للمجموعة بكلمة الأديب عبد الكريم بعلبكي وفيها يقول: "هي الشاعرة السامقة هدى غازي الواعية لدلالات النص المتنوع المستويات والمناخات، فبحبها الحارق للمعرفة، واهتمامها بمكنونات اللغة، وطبيعتها الجامحة، حاكت لنفسها فستان عرس لأشعارها بعدما طرزت أوقاتها بابتسامات رصعها الزمن بلآلئ العزيمة والإصرار، حتى بلغت الشاطئ المرمري الجبار.. وهي التي صنعت لنفسها أيضاً، رداء العبارة فوق أزاهير المفردات، فلا تجدها إلاّ الهدى وراء طاولة العمل، أو خلف مملكة الكاتبة، مقاتلة لا تعرف المهادنة، عرّت الأيام ملامح التجارب فرقشت على جدار العمر رحيق ذكريات بريشة الأحاسيس الصادقة وأعطت عسل الأدب من زهور – القصيدة الومضة.. وعليها راحت تنبني قلعتها الإبداعية، ناثرة عسل المزاج والتنقيب على طاولة التحصيل. هدى غازي شاعرة واعدة قطعت أشواطاً على طريق المعرفة بخطوات ثابتة حتى جمعت ديوانها بتجربة رائدة، استطاعت خلالها أن ترسم أبعاد موهبتها الكبيرة على درب الإبداع والتميز". تضم المجموعة (67) قصيدة في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: "رحيق الذكريات"، "آلهة العشق"، "قنديل الكفاح"، "لغز صوتك"، "بكاء القلب"، "عواصف حبك"، "مملكة الحب"، "العشق الممطر"، "الحلم الجميل"، "انقلاب"، "خيبة أمل"، "لوحة زيتية"، (...) وقصائد أخرى.