خانة الشواذي

خانة الشواذي بقلم عبد الخالق الركابي ... كما يحصل في كل سفرة، فقد تأخر فيصل فأخذ الركاب يتململون مستائين ميدين دهشتهم لكون السابق لا يشرع في التحرك بسيارته برغم أن قطرات مطر أخذت ترقط الأرض ببللها منذرة بذلك إياهم بما ستجابههم من مخاطر في صحراء مترامية الأطراف مستتحول حال هطول المطر، إلى متاهة من الأوحال لا سبيل لهم إلى الخروج منها إلا بمعجزة وكان غضب نادر يتصاعد بمرور الوقت، فلم يجد وسيلة ينفس بها عن ذلك إلا بالحومان حول السيارة متفقداً العجلات، ملقياً نظرة متفحصة على المحرك من دون أن ينسى أن يهيء في سره اقسى الكلمات التي سيجابه بها صديقه لحظة عودته وحينما ظهر فيصل أخيرا تحول غضب نادر إلى دهشة، ذلك لأنه رأى في صحبته شابه لا رجلا مقيداً إلى زنده بالأصفاد، فتاة جميلة في مقتبل العمر، وكانت ترفل في ملابس محتشمة يغلب عليها لون داكن وقد لفت حول أسها شالا. وبقي نادر، وقد عقدت المقالة لسانه يراقب فيصل وهو يجلس القناة في صف المقاعد الذي يلي مقعد السائق. حتى إذا ما انتهى من مهفته نوجه نحو نادر ليقول له بصوت خفيض وقد انفرد به على مبعدة من ركاب السيارة . تصورا يبدو أن النفي لم يعد وفقا على الرجال، بل شمل النساء أيضا. واستطرد في كلامه، فذكر أن اسمها ملاك عيسى، وهي من أسرة ارمنية انها أكثر من معتقل ومفي. فساءل نابر متحكما - وأبن يسكنونها وبيوت المفيين موقوفة على الرجال فقط