حين تغني الأسماك

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

حين تغني الأسماك بقلم هالدور لاكسنس ... "حين تغني الأسماك" رائعة سيد الرواية الآيسلندية المعاصرة، وأحد أبرز الروائيين العالميين في القرن العشرين، الفائز بجائزة نوبل للآداب لعام 1955. في هذه الرواية ينشغل "لاكسنس" بالواقع اليومي البسيط جداً قبل أن تدخل الحداثة إلى بلاده آيسلندا، وراح يقرأ لنا هذا الواقع من خلال وجهة نظر طفل يتيم، كبرت معه تحديات الحياة عندما كانت بلاده في خضم صراع الانعتاق من النظام الاجتماعي، والاقتصادي، والحضاري القديم بقيمه المتوارثة، وتقاليده، وضغط التوجه إلى الحداثة التي بدأت تتسارع تطوراتها في بلدان أوروبا المجاورة، ولهذا، تحتم أن ينسحب بطل الرواية ومعه بلاده، كما قال أحد النقاد قسراً، إلى الحداثة، فاضطر الجد، على سبيل المثال، إلى ترك مهنته كصياد منفرد بعد أن انتشرت سفن الصيد الكبيرة. هكذا، يدخلنا لاكسنس بيسر أخّاذ إلى مفصل تاريخي مهم من تاريخ بلاده الاجتماعي والاقتصادي، ويرينا كيف تتولد فئات اجتماعية جديدة وتندثر أخرى. يظل الروائي يتابع بشغف مسيرة أبطاله ليرينا من خلالهم طبيعة هذا المجتمع الطيبة، ونكهة واقعهم الخاص، وترابطهم في الوقت نفسه مع العالم من حولهم. إنه يرسم لنا شخصياتهم وبناهم الفكرية بإخلاص غريب، حتى نظن أنهم مخلوقات تاريخية حقيقية انبرى الروائي للكشف عن تفاصيلها بعد أن كفّ التاريخ الرسمي عن تدوين حياتها، كما هو معروف، لأنها ليست من الملوك أو القادة العسكريين. من جانب آخر فقد تقصى لاكسنس الحياة الآيسلندية ما قبل الحداثة بأسلوبه الواقعي الأقرب إلى السحري، ليفكّك البنى الخرافية بروحه الشفافة الساخرة التي تتعمق في الحياة العادية، وتمنحنا صورة واضحة عن التناقضات الغريبة والعجائبية أحياناً، التي كان يحياها الناس في بعض الأماكن، ولربما لا تزال كما هي في أماكن أخرى من العالم. إن لاكسنس في روايته هذه لا يكتفي عند حدود الكشف الواقعي، والتناقضات التاريخية، والاجتماعية، والاقتصادية وحسب، بل يعمل أيضاً على أن يغوص في تحليلات فلسفية جوهرية للعملية الزمنية، وصيرورة الحياة، ودورانها، وانعطافاتها، وخلود عناصرها الأساسية. فالتأملات البسيطة لألفغريمور في الساعة تحمل دلالتها الفلسفية الواضحة. فهذه الساعة كما يراها البطل، تعمل ببطء وثبات لا يكلّ، وهي تعمل غير عابئة بما يحدث من أحداث طارئة، ذلك لأنها تمثل الخلود والأبدية كما قرأ ألفغريمور أن كل دقة من دقاتها تكاد تنطق حرفاً من كلمة "أ ب د ي ة". لا بل إن ألفغريمور يرى أن هذه الأبدية عبارة عن مخلوق حي يسكن في الساعة، ويحركها، ويمنحها الحيوية. في مكان آخر تمنح الساعة القدرة على التواصل مع القمر، وتخبر أهل البيت عن مواقعه. هل معنى هذا أن ثمة بنية رمزية في الرواية التي تبدو واقعية جداً؟ أعتقد أنه ليس من الصعب اكتشاف ذلك إذا انتبهنا أيضاً إلى إصرار شخصيات رئيسة في الرواية على الوصول إلى النغمة الوحيدة والصافية التي توصل إليها البعض، بينما ظل آخرون يلهثون للوصول إليها ولم يفلحوا، ولا يزال ثمة من يجاهد في الوصول إليها. فهل هي نغمة الخلود، أو الأبدية، أم نغمة الأصالة في الفن؟ أم ماذا؟

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد