جنة الشهبندر بقلم هاشم غرابية ... *حسب توقيت الأبدية ثمة متسع من الزمن لإعطاء مباهج الطرب حقها, ووقتها: أصغيت لأوركسترا الطيور العزباء. واستمتعت بمعزوفة عيدان القصب في غور الأردن. وشاهدت باليه الحور العين الأربعين. ورقصت الفلامنغو على أوتار عود زرياب, وتمايلت طربا لأغاني حفيف الشجرات الزرق. وجلست في الصف الثالث على مدرج حجري أتابع أوبرا اللبوات الثلاث والغزال الشارد. وغطست في بركة اللبن أسبح على أنغام كونشرتو الضفادع الذهبية. ثم ذهبت إلى مضارب الغجر, ودبكت حبل مودع مع جنييات بلون النحاس. *صارت الشمس تشرق بالمقلوب وتغيب في المشرق. وانفرطت سبحة الأيام راجعة بي يوما قبل يوم شهرا قبل شهر سنة قبل سنة. بودي لو أوقف الزمن الراكض إلى الوراء لأعيش متعة الاستغراق في لحظات جميلة تجاهلتها لسبب ما: خصلة عنب أكلتها على عجل. صوت حليب البقرة يشخب من بين أصابع أمي. رائحة فتة الشاي في الصباح الباكر. أرنب فوق الثلج. هطول الشهب في طريق صحراوي. مذاق العسل مع السمسم. ملمس كفها في سلام عابر. سطر من قصيدة لا أتذكر مطلعها. الآن يبدو لي كل ما قلته مألوفا كأنه يخرج من ذاكرتي,, وأجد ما رويته مدهشا كأني أصادفه لأول مرة! يا إلهي. كيف نسيت حوض النعناع عند عتبة بيت أمي!
كتب مشابهة
تقييمات ومراجعات (جنة الشهبندر)
مراجعات العملاء
0.0 out of 5 stars
من 0 مراجعات
تقييمات ومراجعات
-
5 نجوم
- 0 %
-
4 نجوم
- 0 %
-
3 نجوم
- 0 %
-
2 نجوم
- 0 %
-
1 نجوم
- 0 %
أحدث المراجعات
لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.
Recent Quotes
لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.
القرّاء
لا يوجد قراء بعد