سجود خالد

5 out of 5 stars

"فكرة! فكرة واحدة خبيثة كافية لتدمير الأرض ومن عليها، إن لم تجد من يردعها." هي ليست مريضة كما ادعى الأطباء والممرضون بأمر من والدها، نعم هي تعلم ذلك.. بل هي أعقل النساء الموجودات خلف تلك الجدران. تبدأ حكايتنا "بعيناء"، تلك الفتاة -الفتاة التي بلا معدة، أو هكذا كانت تظن- التي ادَّعَوا أنها معتلة اجتماعيًا ذات الفِكر الخطر على نفسها وعلى ذويها، بالتعرف على "جمال" الشاب العادي للناس، بطل حكايتها المغوار.. مخلصها من ذلك المكان الخانق، الذي سيعيد إليها أبيها من جديد... ولكن لماذا الزلزال في يومهما المنتظر؟؟ أحقا بعد كل زلزال يولد عالم جديد أفضل؟! تُستكمل القصة بظهور أشخاص آخرون يرتبطون بشكل أو بآخر ببعضم البعض كـ "أنهار" و "زعفران" و.. لحظة من تكون "عجب هانم" من لها اسم البنسيون؟! وما قصة الأشخاص خلف تلك الغرف المتراصة في هذا البنسيون؟ تأخذنا الكاتبة في رحلة سلسة ممتعة عبر الأزمنة لنكتشف في النهاية الخيط الذي يربط الجميع بمفاجأة مذهلة "لتكتمل بذلك دورة الحكاية، في النقطة نفسها التي انطلقت عندها من خط البداية".. أعجبني أسلوب الكاتبة كعادته يلفه الغموض ويكون مفتاح اللغز في الصفحات الأخيرة لتدرك حقًا أن كل همسة كانت في البداية لها تفسير في النهاية.. ولكن ما أعجبني هذه المرة أكثر كان كثرة الألفاظ والعبارات المُدهشة والتي تعبر عن لغة قوية سهلة وقلم متمكن يعرف كيف يوظف الكلمات.. رواية رائعة أنهيتها في ثلاثة أيام لانشغالي ولكنها حقا ممتعة، وأرشحها جدا.