بقايا عطر

بقايا عطر بقلم شفيقة خافي ... يمكن النظر إلى عمل شفيقة خافي في باكورة إبداعها القصصي أنه مغامرةً فنية وجمالية في آن واحد على المستوى الأدبي والحياتي، لقد اعتمدت المؤلفة في نصها على التكثيف الحدثي، والإدهاش الرصين، والسرعة في تعاقب الصور الصغيرة التي على الرغم من إحساسنا بها بسيطة في حياة الشخوص؛ فإذا هي عبر - قناة العمل الفني - وقائع ذات قيمة ودلالة كبيرة، من خلال سيادة الرؤية المجهرية الدقيقة للأشياء المنفلتة في حياة الإنسان العادية، وهي بلا شك إحدى مظاهر التحديث في القصة القصيرة عموماً. تحت عنوان «الانتظار» نقرأ: "جلس في محطة القطار بانتظار الرحلة القادمة، والتي كان يخطط فيها للذهاب إلى المكان الذي طالما تمنى الذهاب إليه، وبعد مرور سنوات من الانتظار، جلس بالمحطة ليصل إلى أذنيه صوت حدوث جلبهَ، وبعدها جاءه صدى الأصوات من بعيد يخبر بأن الرحلة القادمة تأجلت، ولن يأتي القطار إلا بعد ستة أسابيع في موعده القادم. وسبب عدم مجيئه عطل في الكوابح، فتأخر عن الخروج في موعده". يضم الكتاب (16) نصاً قصصياً جاءت تحت العناوين الآتية: 1- ألوان السراب، 2- بقايا عطر، 3- تركني، 4- مسرحية، 5- العم عدنان، 6- طيف وبحر الصمت، 7- لن تعود، 8- سوسن، 9- انسحاب، 10- رائحة المطر (...) وعناوين أخرى.