بالوكالة عن الغيب
بالوكالة عن الغيب بقلم هوشنك أوسي ... الآن، أشعرُ بالفقر والعجز والرّغبة في الانتماء إلى هذا المحفل؛ محفل الأدباء والفنانين؛ الملاعين. هذا الإحساس لم يكن موجودًا لدي سابقًا. غريب! ما الذي جرى لي! لم يمضِ على إصابتي ساعات، وكلّ هذه التأمُّلات، والأفكار تتوارد في رأسي وتتناسل بصخب وتزاحم! منذ متى كنتُ أفكّر في هذه الأشياء، وعلى هذا النحو؟ حقًا، لم يعد الأمر مجازًا أو محض شطح خيال؛ رأسي المحشو بدبيب الأسئلة الجديدة، ليس رأسي. هل سأبقى هكذا؟ هل سأعتاد على هذا النّوع من الأسئلة والأفكار؟ ما نظرتُ إلى نفسي أبدًا على أنني ذلك الرّجل الخاوي البليد، الفارغ من الدّاخل. لكن لم أكن أميلُ إلى مجالسةِ أصحابِ الأفكارِ الثّقيلة والأسئلة الخشنة اللحوحة. اعتبرتُ أن تلك الحالة ما زال باكرًا عليَّ عيشها وخوضها. ربّما هي شيخوخة مبكّرة ضربت عقلي، مع غزو الشَّعر جسدي!