انتحار خوسيه بوينابيدا
انتحار خوسيه بوينابيدا بقلم خالد كاكي ... أرجوكَ، قالت راكيل بقرار وتوسّل، تُخالط صوتَها الثمل رائحةُ التبغ والجعة، أرجوكَ، عاملني كإنسانة، وليس كبهيمة، أو سلعة، فقد مللتُ الزنوج. قالت هذا، وهي تتعرّى شيئاً فشيئاً، ولكنْ؛ باستعجال، لا يخفى. لم أفهم ما قصدَتْ في قولها بالملل من الزنوج. ولكنني افترضتُ أنها قضت الليل كله في مرقص مُترع بالأفارقة الذي ترادفوا على مغازلتها طمعاً في جنسٍ سريع كالهامبرغر، بينما كانت تكرع أقداح البيرة الرخيصة. افترضت - أيضاً - أنها رفضت كل العروض التي تقدّموا بها؛ لأن رسالة الهاتف القصيرة التي بعثت بها إليّ في ساعة متأخّرة من الفجر حوالي السادسة واثنتي عشر دقيقة، كانت تفيض بجوع شبقي، لا يرحم. عندما هممتُ بالسؤال عن سبب ورود كلمة نيغروس أو زنوج في كلامها، كانت شفتا راكيل تتحسّسان رقبتي، إشارة إلى قرب بدء العمليات العسكرية. أجّلتُ سؤالي إلى مرحلة ما بعد الحرب، وتركتُ يدي اليمنى تتجسّس في أراضي العدو وقواطع عملياته بحثاً عن جيوب المقاومة