المخدع
المخدع بقلم ريم حبيب ... هذه الرواية مثل لوحة تقدح ألوانها وتصطرع، تشكّل ريم حبيب في هذه الرواية بلاداً تحتضر، وشخصيات طال بها العسف وأمضّها، فتولّتْ كلٌّ منها حكايتها، واشتبكت الحكايات كما الأقدار والصَبَوات والآهات. وتلونت لغة الرواية، وهي تتوثب مثل أنفاس حرّى، أو مثل طفلة تزقزق وترتعد في آن معاً. ربما يكون قلبا العاشقين نايا ومتيم آخر ما يتبقى من البلاد التي تزدرد أوجاعها جيلاً بعد جيل. لكن الحب أيضاً يحتضر، بعد ما ضاقت السماء بكواكبها، وضاق البحر بأمواجه، فتدافع الشباب والشابات –بخاصة- إلى الشوارع والساحات، يفكّون ما نشأوا عليه من (أمّيّة) بالمظاهرات والسلمية، فتنبض الأفئدة حريةً وصداقةً وعشقاً وأخوةً ومعرفةً وجراءة. غير أن الوحش المتأبد، بالمرصاد.