اللاهوت العثماني

اللاهوت العثماني بقلم سامح الزهار ... ومن أكبر مشكلات العرب مع التاريخ العثماني أن كثيرًا منهم تعامل معه بعاطفته، بعيدًا عن الموضوعية العلمية، وراحوا يتهمون كل من يطمح لكشف حقيقة العثمانيين بالتأثر بالنظرة الأوروبية، واتهامه بالروح العنصرية القومية، فيما أن الأولى أن توجه هذه الاتهامات إلى العثمانيين، من خلال محاولتهم تتريك العرب، وطمس هويتهم العربية، حتى أنهم أوغلوا في ذلك حين فرضوا تدريس قواعد اللغة العربية بالتركية، من خلال مُعلمين أتراك في الوطن العربي.وضمن هذا الإطار، نحاول أن نتطرق من خلال هذه المداخلة إلى موضوع العلاقة بين الدين و السياسة مستعرضين النموذج العثماني، ذلك أن الموضوع، رغم بعض الأبحاث والدراسات التي أُنجزتْ فيه، مازال موضوعا بارزًا يثير اهتمام الباحثين والمفكرين بالعالم العربي والإسلامي، بسبب الحالة التي نعيشها وهي حالة ألا حسم في الفكر والواقع، خاصة في علاقة الدين بالسياسة، وكذلك المفاهيم المرتبطة كتلك المتعلقة بماهية الفكر السياسي الديني وعلاقته بالناس، الأمر الذي جعل المشهد العثماني نموذجًا رئيسًا للتوظيف السياسي للدين، فأصبح الدين هو السياسة وأصبحت السياسة هي الدين.