اللامرئي يكتب الرسائل

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

اللامرئي يكتب الرسائل بقلم مجدي بن عيسى ... لم يعقّب حسان على حديث صديقه، وتلهّى بسيجارته يدخّنها وينفض رمادها في المنفضة أمامه، بينما انسحبتُ أنا مخترقاً الشاعر وأريكته والجدار القائم وراءه. أدركت في تلك اللحظات أنّي قد ترُكت نهائياً لمصيري، وكنت محتاجاً لشارع طويل وواسع لأتنفّس. مشيت أخترق المارة والسيّارات كأيّ بقعة من الظلّ لا يضيرها أن تُخترق وتُنتهك، دون أن أشعر بأيّ فاجعة تجاه مصيري، بل لقد كان من خفّة وقعه على نفسي يومئذ ما جعلني أشعر بمرح خفيّ بدأ يتسلّل إليّ ويملأ كيانين وفكرت في الأثناء بأنّه كان يمكن أن أحصل على نتائج أكثر إثارة لو أخذت مسألة الرسائل بأقل جديّة، وابتسمتُ وأنا أتخيّل ما يمكن أن يحدث لثلاثتهم وهم يبحثون عن كائن لا مرئيّ يكتب لهم الرسائل ويدّعي صداقتهم. في ذلك اليوم كفّ وجودي اللامرئيّ عن أن يمثل لي عبئاً أو مأزقاً، لقد صرت دفعة واحدة في حلّ من الإرتباطات، وهذا ليس بالشيء السيّئ على الإطلاق، إنّني بشكل ما فراشة الشاعر اليابانيّ الحالمة وهي تسعى بين المارة والسيارات: "أجل إنّ ذلك ليس بالأمر السيّئ"، قلت في نفسي وأنا أستعيد قصيدة الهايكو الصغيرة: "حلمت البارحة بأنّني فراشة...". تتنزّل هذه الرواية تاريخيّاً قبيل قيام الثورة التونسيّة، وضمن هذه الفترة تحاول الرواية من خلال محكيّاتها إستقراء أسباب عطالة المثقّف والمؤسسة الثقافية وعزلتهما عن الحراك الإجتماعي، كما تلقي الرواية الضوء على الدور المدمّر للإستبداد السياسي والقبضة الأمنية التي تعاملت بهما السلطة مع الشأن الثقافيّ، وما أنتجه ذلك من غياب كامل للإطار الثقافي لثورة الرابع عشر من جانفي 2011.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

مجدي بن عيسى مجدي بن عيسى

مجدي بن عيسى هو كاتب وشاعر تونسي، عمل بالصحافة وتدريس اللغة العربية

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد