mona

4 out of 5 stars

لابس أنا خلخال ولا لاقي راحة البال عاشق بقول موال وياريته ينزال وينقال ماشي وانا محتار ولا ليا أهل ودار والعيشة ماشية مرار فيها الأشرار في أحسن حال ⭐خاطرتي⭐ ستة أيام وستة أشخاص لا يعرف أحدهم الآخر، تجمعهم الصدفة داخل قصر عجيب والخصوصية اعجب، يحيط بهم المغامرات والإثارة، يجمعهم نفس الجد الذي لا يعلمون عنه شيئاً، ستة شخصيات من طبقات مختلفة، عادات وتقاليد مختلفة يجمعهم هدف واحد وهو حل لغز الوصية، فهناك حتماً فائز واحد منهم في نهاية اليوم السادس هو من يستحق القصر. يا ترى من هو الوريث الوحيد للقصر وهل الإرث كنز أَم لعنة على صاحبها ؟. تأخذنا الكاتبة في رحلة من الإثارة والتشويق والإبداع الأدبي واللغوي في رحلة إلى القرن الماضي حيث القاهرة القديمة، رحلة تشتاق فيها إلى مصر القديمة، إلى لغة حديثهم في ذاك الوقت، وطابع ذاك العصر. نجحت الكاتبة في هذا وبشكل رائع جدًا في منتهى الإبداع والحبكة الدرامية، فالرواية أشبه بفيلم سينمائي حاصل على جائزة أوسكار في الإبداع، استطاعت المؤلفة بخلطتها الساحرة أن تجعل القارئ شخصية أساسية في رواياتها، يتنقل بين أسطر سيناريو الحوار على ألسنة الأبطال، ينجذب لحنوهم يرتعد لغدرهم يتسائل ويجوب في مخيلاتهم للبحث عن إجابة شافية للفضول الذي يعترية ولمعرفة السر وراء الأحداث، في عالم يملؤه الجشع والطمع وكنز المال وحب السُلطة والخلود، وأُناس لا يغضبهم شيئًا ولا يثأرون لشيء، في حين أنه يتم سلبهم أعراضهم وأموالهم، يستكملون حياتهم بصورة عادية كأنهم أشباه أشباح لا يعنيهم سوى العيش فقط، عيشة دون غيرة دون غضب دون أي مشاعر، للفوز برضا الطاغوت الذي يسلبهم كل ما لديهم، ولكن عن أي فوز نتحدث! الفوز بجرعة ماء وكسرة خبز!!! أم هذا عقاب الله لهم لتعاملهم بالربا! وتوليتهم طاغية عليهم لا يرحم صغيرهم ولا كبيرهم ولا يجد حُرمةً لهتك حُرمة بيوتهم. ⭐رأيي الشخصي⭐ لكل حكاية راوي ومستمعين وفي قصتنا هذه الوضع مختلف، فالراوي هو الزمان والمستمعين هم أشجار الغابة، فالراوي هنا منصف يقص الحقيقة المطلقة وذكاء المؤلفة في اختيار الزمن كَراوي، فالزمن لا يزيف الحقائق مثل بنو البشر. في جو يسوده التشويق والإثارة نجحت فيه الكاتبة بشكل رائع، أُنصح الجميع بقراءة الرواية، بها جرعة من المتعة الأدبية لا توصفها الكلمات، أود إعطائها عشر نجوم، أظن الرواية تحتمل في طياتها الكثير من الاسقاطات السياسية، وناقشت العديد من المواضيع الأخلاقية كالسرقة والربا والغش والكذب، أحببت الأشعار التي تخللت الرواية جدًا كما أحببت الصور التاريخية والأحداث التي استعانت بها الكاتبة في روايتها.