الخازندار

الخازندار عدد الصفحات :- ١٩٠ تبدأ الرواية بلغز في الخازاندارية، وكانت هذه العقدة، تتوالى الأحداث في حبكة متقنة على لسان كل شخصية في الرواية لنصل إلى انحلال هذه العقدة، ولكن بين هذا وذاك يتجلى الصراع، حتى تستشعر أن السوس بدأ ينخر في رأسك لكنك لا تستطيع الكف عن القراءة حتى تسقط في سبات عميق على أوراقها. رواية بالأبيض والأسود، كأنها فرت من التلفاز، من أكثر ما تجيده السيدة صفاء الجابري أنها تعرض مشكلات مجتمعية وتوجه الحل على يد الشخصية فتبين الآفة والعلاج وهذا يندر في الروايات والتي نأخذها على بعض الكتاب أثناء دراستنا لهم في الجامعة. عرضت الجهل المدقع لبعض الأرجاء، وعفوية العجائز من النساء، وتملق فوج من الأغنياء وتهافت بعض الفقراء ،وأثر الكُتاب في نشأة جليلة صنيعة أبيها الذي أنعم به الله عليها ، وأثر الاختلاط دون شرط أو قيد على أمين حتى وإن كان في سبيل مكانة ظاهرها مرموق. عرضت أزياء قصور تخفي خلفها وضاعة، وحفلات تحوي داخلها نطاعة، وغناء تلو رثاء، وأناس وجلون، وآخرون مائقون خانعون، ووجّهتك دون أن تقول لك الزم هذا أو ذاك، عرضت كذلك الجهل بمعنيات الدين واللجوء في أحلك الأزمات إلى المقامات والأضرحة التي لا تغني ولا تسمن من جوع فأوضحت كيف لا يجدي ذلك في إطار يسلب منك راحتك قبل أن تنهي هذا العمل. العلم ثم العلم، ثمرة هذه الرواية، وأن المبادئ لا تتجزأ، وأن الدين في الريف ينبغي أن يكون الدين في القاهرة. لا تتمكن من تخمين أحداث صحيحة في الرواية، دائمًا تفاجئك بالقطعة الناقصة حتى تدرك أنها تحتاج إلى قطعة أخرى تؤازرها فتحتاج إلى الثالثة تكملها، تلك القطع التي تشكل الوسائل حتى تصل إلى غاية الرواية. تشبث بالمبادئ جيدًا فالمطبات كثيرة، والصفحات آسرة. بعض الاقتباسات.. "اكتشفت في جليلة شيئًا ثمينا.. شيئًا تجيده حد الإغراق" "كنت أعلم أن أي دعم بعد الخذلان لا فائدة منه لكن عليّ إصلاح ما أفسدته بأنانيتي" "أشعر بالضعف يا جليلة أنا شخص مهزوم حد النخاع" "ربما تكون أنت صعلوكًا ذا ضمير من يدري..!" فاطِمة الزهراء عبدالرؤوف