الثانية بعد.. أم هي دائما الأولى
الثانية بعد.. أم هي دائما الأولى بقلم منصور مهني ... في ديوانه هذا نحن أمام ذات تشرق بتجليها وتشاظيها وسعيها نحو الباطن لكتابة المستحيل الذي لا يكتب ، والإمساك بالضوء ، ذلك النور الخفي في طيات ملابس الروح . فهو في هذا الكتاب الشعري بقدر ما يكتب متنه وهامشه ، فهو يكتب غريبه وعجيبه بسحرية شفيفة ، تنتمي إلى تعدادية ثقافية متراكمة بعضها فوق بعض ، إذ نحن أمام كتابة جذابة للنفس ، بحيث يبقى أثر النص طويلا بعد تلقيه . حيث يضع المتلقي الشاعر بعد التامل العميق في موقع السائل للوجود ، سؤال الكينونة والعدم وهو السؤال الذي يعطي به الشاعر معنى لوجوده ولشعره الذي فيه يموت وبه يبعث من جديد ، في كل قراءة تعيده إلى الذكرى وتستلهمه للنقد أو الإبداع على الإبداع . في الكتاب نحن في مواجهة معان وتأويلات وكشوفات ، وأمشاج من تراثين وثقافتين ، ومعرفة عميقة بالإرث العربي ، على الرغم من أن الشاعر يكتب شعره بالفرنسية .