البعض يذهب إلى الموت مرتين
البعض يذهب إلى الموت مرتين بقلم شريف حمد لله ... قلبت عيني في المكان الأنيق في ارتياح وسعادة.. الليل في الليالي المقمرة وعلى ضفاف النيل ساحراً، ساحراً وجميلاَ، ومفضضاً بضوء القمر.. القمر المكتمل يلقي على النيل ألحاناً شجية.. ارتجفت جذور قلبي لمرآها.. في المطعم البانورامي في فندق هيلتون الزمالك.. بجوار صالون شوقي للحلاقة.. النغمات الناعمة تغزو المكان، وهي تسير كالقطة على نفس النغمة التي كانت عليها منذ عشر سنوات.. عندما وقعت عيني عليها تلقيت في قلبي ضربة من الماضي بلا حذر.. أقبلت عليَّ في فستان أبيض يقف عند ركبتيها ويكشف عن جزء من صدرها.. بدت أشد نقاء من السحاب.. تبرق بالجاه.. تبدو كنمرة متوثبة.. السنين زادتها ملاحة وعذوبة... شعرها طويل وملامحها دقيقة ووجهها جذاب، وجسدها البض يصرخ في توافق مع الغرائز يليق بامرأة في منتصف الثلاثينيات.. ترتدي كعباً عالياً، ولا تهتز أحب المرأة التي ترتدي كعباُ عالياً ولا تهتز.. سحر عجيب يتلبس من يرى تلك الأعين البراقة.. بيضاء لدرجة أن عروقها تظهر من تحت جلدها.. بيضاء كاللبن الحليب.. فرضت نفسها على المكان فرضاً.. دائماً ما يفرضن الجميلات أنفسهن على الأماكن بلا عناء.. على كتفها الأيسر المكشوف وشم جميل زهرة وفراشة وقلب أزرق.. أظافرها حمراء مدببة كنصل حاد..