سارة الذهلي

4 out of 5 stars

.. لا زالت ذكرى الورود الذابلة على شرفات غرناطة طرية في داخلي .. أبت رضوى في ثلاثية غرناطة الا أن تُشركنا الحزن الأليم على ضياع إرثنا العظيم .. لم أكد انسى ذلك حتى أتت ولاء أبو غندر @far_horizon في رواية #الأعمى لتعيد في داخلي نفس الشعور بالحزن و الوجع .. هذا ما يحدث حينما يمزق المسلمون بعضهم .. و وحدتهم .. و تآلفهم ، و لكن ليس كل كاتب قادر على ايصال هذا الشعور للقارئ ، انه شعور عميق .. عميق جداً .. أن تعيش الحزن كما هو مطلوب منك .. و هذا ما استطاعت ولاء ابو غندر أن تفعله ~ رواية الاعمى تتناول احداث حقبة زمنية في التاريخ الاسلامي ،، في القرن العاشر و في زمن المماليك و بين شواطئ ينبع و القاهرة .. ستسمع صوت سلاسل الاسرى و على باب زويلة ستشاهد رؤوس متأرجحة ، و رغم كل الوجع ستضحك ! فلم تتنازل الكاتبة عن حسها الفكاهي في طرح الاحداث ، و في هذه الفكاهة ستكون تسلية القارئ و عزاءه .. ذكية ولاء جعلتني ابتسم في صفحات كأنني لم احزن في الصفحات التي قبلها ، ثم جعلتني ابكي كأنني لم ابتسم في الاحداث التي سبقت .. ~ كعادتها ولاء .. ستطرح الرواية بكل تقنياتها الأدبية المدهشة و لكنها لن تنسَ ان تذيل الصفحات بحقائق تاريخية عن احداث و شخوص و مواقف .. و هذا هو الفرق بين الكاتب العادي و الكاتب القارئ .. ف الكاتب القارئ يستطيع ان يُخرج قارئه من نطاق الرواية لما هو أبعد ، من خلال تزويده بالمعلومات التي ستحفز القارئ ان يبحث عنها او يفكر فيها او يستلهم منها شيء من الافكار .. ~ تفاصيل الرواية لا أتحدث عنها .. شخوص الرواية لا أتحدث عنهم أيضاً ، انا هنا فقط لأنصح بالرواية و لأقول لكم بأن هنالك روايات مضيئة أكثر من مئة كتاب .. من بينها رواية الأعمى ..