الأرمن في عصر سلاطين المماليك

الأرمن في عصر سلاطين المماليك بقلم د. عبير علي حطب ... يقول المثل الروسي "ويل للخزف إذا وقع على الصخر وويل له إذا وقع الصخر عليه "...! نتيجة لقسوة التاريخ تعرض الشعب الأرمني إلى مذابح عدة عبر التاريخ وفي العصر المملوكي أسر آلاف من صغار وشباب الأرمن الأبرياء إبان غزو مملكة كيليكيا ما بين عامي 1266 و 1375 ، وجلبوا إلى مصر كعبيد ،مملوكين، فشُغلوا في الزراعة والحرف. واقتيد الصغار منهم إلى معسكرات الجند ليدربوا حسب التقليد المملوكي وعملوا فيما بعد في الجيش والقصر ولم تنتهي معاناة الأرمن. وهذا الكتاب ـ الذي فوق راحة اليد الآن - سجل على ما شهده الأرمن من إرادة التغيير والثورة وكاشف لا يخيب على إرادة الحياة الكامنة في نفس الشعب الأرمني بل التحدي للقهر والألم والصعب والعثرات... لم يتنازلوا يوماً ما عن انتمائهم القومي لشعبهم الأرمني حيث كانت بلاد الارمن المسرح الأكثر حيوية عبر العصور التاريخية للكيانات السياسية التي احاطت بها نظرا للموقع الاستراتيجي الهام فحاولو بكل جهودهم الاحتفاظ بشخصيته وهويته المستقلة ومن هنا تناولت الدراسة إحدى الكيانات السياسية التي لعبت دورا كبيرا فى الاطاحة بالارمن وضياع استقلالهم والممثلة فى دولة المماليك والتي من خلالها تم تسليط الضوء على أوضاع الارمن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وابراز الجوانب المضيئة وتسليط الضوء على جوانب الضعف التي تسببت في ضياع استقلال بلاد الأرمن وبعثرة شعبة في شتى أنحاء العالم.