أنه ألْحد

أنه ألْحد بقلم كواعب البراهمي ... ما دعاني لكتابة هذا الكتاب هو ما وصل إليه الحال, وما آل إليه أمر أولادنا. لقد قالت لي صديقتي إن ابنها ألحد، ولقد حزنت جدا لذلك؛ فالإلحاد هو نكران وجود الخالق العظيم, هو ادعاء بأن الكون قد حدث مصادفة, أو أن تلك أمور تحدث طبيعية من ولادة وموت ونوم ويقظة وشجر وبشر وحيوانات, وكلها أمور تندرج تحت ما يسمى بالطبيعة، وأنه لا يوجد إله قام بكل ذلك وخلق وبرأ. أحزنني أن التقدم الذي من المفروض أنه سبب هداية الإنسان, أصبح هو السبب في كفرانه بنعم الله وكفران وجوده. ففكرت في كتاب لا أخاطب به المؤمنين, ولا المسلمين الذين يعصون الله، ولا حتى أخاطب من يعتقدون بأنه يوجد إله ويعبدونه وهو من الشجر أو البقر أو النار. وإنما أخاطب من ينكرون وجود الله, وأطلب من الله أن أستطيع توصيل ما يفيد أن الله موجود ما دامت السموات والأرض. ولكني وجدت نفسي أتطرق إلى أكثر من ذلك, ووجدت أنه لابد أن أخاطب الذين يسيئون للدين, فيكونون السبب في بعد الناس عن الله وعن دينهم.