أفكار نيتشه حول الموسيقا بقلم بيار لاسير ... ترتبط أفكار نيتشه الأولى حول الموسيقى بالمفهوم الميتافيزيقي الجمالي للكون. وقد كشف عن هذا المفهوم في كتابه الأول: «مولد التراجيديا»، إذ تتألق الشخصية الأكثر تفرداً وقوة للمفكر والفنان في كل سطر من الكتاب. احتلت الموسيقى دائماً مكانة أساسية في فكر نيتشه في وقت مبكر من حياته المهنية في الكتابة، كان ينظر إلى الإلهام الموسيقي والعاطفة على أنهما تواصل للواقع الميتافيزيقي. وقد أرجع للموسيقى دوراً رئيسياً وريادياً في تنمية الروح الإنسانية. وتوقع من تأثيرها تجديد الحضارة الحديثة. كما اعتقد، في عناصرها الفكرية والأخلاقية يمكننا القول أن الموسيقى شكلت في تلك اللحظة، أفكاره كلها. لقد كتب: لأولئك الذين ولدوا. إذا جاز التعبير، من أعماق الموسيقى والذين تكاد تكون تجارتهم مع الأشياء مكونة بالكامل من علاقات موسيقية لا واعية.
نبذة عن الكاتب
![بيار لاسير]()
بيار لاسير
بيير لاسير (1867–1930) ناقد أدبي وصحفي وكاتب مقالات فرنسي. أصبح مديرًا لمدرسة الدراسات العليا .
كان أستاذًا جامعيًا في الفلسفة، معاصرًا لهنري فوجوا ولويس ديمييه. كان في شبابه قوميًا قويًا ومناهضًا لدريفوس . كان الناقد الأدبي الرائد في الحركة الفرنسية ومؤلف أول عمل عن شارل موراس . جنبًا إلى جنب مع جورج فالوا ، كان لاسير من أوائل الذين عملوا على دمج موضوعات نيتشه في الملكية الجديدة .
في جامعة باريس ، حول الرومانسية الفرنسية . وكان جزء من حجته العامة، التي مفادها أن الرومانسيين الفرنسيين أضروا بمفهوم الملكية، متأثرًا من جانب الحركة الفرنسية ومورا. وقد أثر هذا التيار المعادي للرومانسية، القريب من تيار الكاتب إرنست سيليير والتقاليد المضادة للثورة، لاحقًا على كارل شميت ومقاله السياسي الرومانسي لعام 1921.
حتى الحرب العالمية الأولى ، كان لاسير مناضلا، حيث ارتبط بشارل بيجوي واستوعب أفكار جورج سوريل . كما عارض اتجاه التحديث في النظام الجامعي، ودعم الدراسات الكلاسيكية والإنسانية. كما أبدى زملاؤه هنري ماسيس وألفريد دي تارد قلقهم إزاء تراجع الدراسات الكلاسيكية في السوربون .
في عام 1914، انفصل لاسير عن موراس وحركة العمل الفرنسي. وكان آخرون في الدائرة قد سخروا كثيراً من حججه حول الرومانسية: فقد زعم لويس رينو أن الرومانسية الألمانية تفسد الثقافة الفرنسية المعاصرة، وكان لاسير محباً للألمان وليس من أتباع الخط القومي لحركة العمل الفرنسي.
ثم اتبع بعد ذلك مسيرة أكاديمية تقليدية