نيقولا بيردييف

نيقولا بيردييف

نيقولاى ألكسندروفيتش بِرديائف (بالفرنسية: Nicolas Berdiaev)‏،(18 مارس،1874 – 24 مارس، 1948)، فيلسوف ديني وسياسي روسي،ولد بمدينة كييف، لعائلة أرستقراطية، ويعتبر أحد أهم رواد الفلسفة الوجودية المسيحية. وقد بدأ تطوره الفكري بأن كان اشتراكيا، حاول التوفيق بين ماركس وكانت، لكنه ابتداءً من سنة 1901وتحت تأثير نيتشه خصوصًا، تخلى عن الماركسية، شارك في حركة التجديد الروسي وهى حركة دينية النزعة، أسهم في حركة إصلاح وتجديد الكنيسة الروسية، انتُخب نائبًا في (مجلس الجمهورية) الذي لم يعش طويلاً، أنشأ الأكاديمية الحرة للثقافة الروحية، وفي عام 1920 صار أستاذًا في جامعة موسكو، حيث ألقى محاضرات نشر بعضها في سنة 1923 في برلين تحت عنوان معنى التاريخ، وبعضها الآخر تحت عنوان روح دوستويفسكى. طرد من روسيا في عام 1922 باعتباره (عدوًا أيديولوجيًا للشيوعية)، فلجأ في إلى برلين، حيث عاش فيها من الفترة بين 1922- 1924. ثم انتقل إلى باريس عام 1924 حتى وفاته في 22 مارس 1948. حياته ولِدَ برديائف في 18 مارس، 1874 في مدينة كييف، من أسرة أرستقراطية، أمضى طفولته في عزلة حيث تمكن من الاطلاع على كمية هائلة من الكتب، حصل عليها من مكتبة أبيه، وحين بلغ الرابعة عشر بدأ قراءة أعمال كبار الفلاسفة الألمان أمثال هيجل، وشوبنهاور، وكانت، وقد برع في اللغات منذ صغره. التحق برديائف بجامعة كييف لدراسة القانون والعلوم الطبيعية عام 1894، وكانت هذه فترة الحمى الثورية بين الطبقة المعروفة باسم (الإنتلجنسيا)- وهى طبقة لا تعنى بالضروة رجال الفكر، بل تعنى كل الناشطين السياسيين سواء أكانوا من أهل الفكر والثقافة أم لم يكونوا - والطلاب. وفي العام 1898 قُبِضَ عليه في مظاهرة طلابية، وفصل من الجامعة، وعلى الرغم أنه درس بجامعات أخرى إلا أنه لم ينل الدرجة الجامعية؛ فقد تورط في أنشطة غير شرعية، ونفى إلى فولونطا بشمال روسيا، وكان من رفقائه في النفى سافنكوف الإرهابى الشهير، ولونتشرسكى الذي صار له في دولة السوفيت مكانة ظاهرة فأصبح مندوب الشعب في التعليم العام. وفي أثناء المنفى كتب كتابه الأول، الذي تحول فيه من الفكر الإشتراكى الماركسى إلى الفردية الوجودية. وفى عام 1904 تزوج برديائيف وانتقل إلى سان بطرسبرج العاصمة الروسية حينها، ومركز النشاط الفكرى والثورى. حيث دخل في العديد من المناقشات الفكرية والروحية، وتخلى أخيرًا عن الراديكالية الماركسية ليركز اهتمامه على الفلسفة والدين. وعلى الرغم من أن برديائف كان مسيحيًا مؤمنًا إلا أنه كان ناقدًا للكنيسة كمؤسسة، وقد تسبب مقاله النارى في نقد السينودس المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أن يُتهم بالكفر، الذي كانت عقوبته النفى إلى سيبريا مدى الحياة، إلا أن قيام الحرب العالمية الأولى والثورة البلشيفية، حال دون النظر في قضيته وعلى الرغم من اعتناق برديائف لبعض جوانب الاشتراكية، إلا أنه لم يقبل النظام البلشيفى-الشيوعى- بسبب تسلط النظام، وسيطرة الدولة على حرية الأفراد. لكنه تقبل مشاق فترة الثورة؛ حيث سُمح له بإلقاء المحاضرات والكتابة. لكن في عام 1922 طردت الحكومة البلشيفية مئة من المثقفين البارزين، كان برديائيف من بينهم، في البداية توجه برديائف وغيره من المهاجرين إلى ألمانيا، إلا أن الظروف الاقتصادية والسياسية في ألمانيا، قد دفعت الكثير منهم -بما فيهم بيرديائف وزوجته- إلى السفر إلى باريس عام 1924. حيث أنشأ أكاديمية هناك، لتعزيز تبادل الأفكار مع المجتمع الثقافى الفرنسي. واستمر بيرديائف في الكتابة أثناء الاحتلال الألمانى لفرنسا، والعديد من كتبه نُشر بعد الحرب، والبعض الآخر نُشر بعد وفاته. كتب برديائف في الأعوام التي قضاها في فرنسا خمسة عشر كتابًا، كانت من ضمنهم أهم أعماله. وتوفى على مكتبه في ضاحية كلامار قرب باريس في 24 مارس 1948.

لم يتم العثور على نتائج للبحث

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد.

لم يتم العثور على نتائج للبحث